للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(و) يسن أن (يكبر فقط) فلا يستحب التهليل، والتحميد (لختمه آخر كل سورة من آخر الضحى) إلى آخره؛ لأنه روي عن أُبي بن كعب (١)، أنه قرأ على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأمره بذلك، رواه القاضي في "الجامع" بإسناده.

(ولا يكرر سورة الصمد، ولا يقرأ الفاتحة وخمسًا) أي خمس آيات (من) أول (البقرة عقب الختم نصًا) لأنه لم يبلغه فيه أثر صحيح.

(ويستحب تحسين القراءة وترتيلها وإعرابها) لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (٢) (والمراد الاجتهاد على حفظ إعرابها، لا أنه يجوز الإخلال به عمدًا، فإن ذلك لا يجوز، ويؤدب فاعله لتغييره القراءة، ذكره) الشمس محمد بن مفلح (في الآداب الكبرى (٣) عن بعض الأصحاب)

(والتفهم في القرآن، والتدبر بالقلب منه، أفضل من إدراجه) أي القرآن (كثيرًا بغير تفهم) للآية السابقة، ولقوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} (٤) (ويمكّن حروف المد واللين من غير تكلف) لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (٥) (قال) الإمام (أحمد: يحسن القارئ صوته بالقرآن، ويقرؤه بحزن وتدبر) لقول أبي موسى للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو علمتُ أنكَ


(١) رواه الحاكم (٣/ ٣٠٤)، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٣٧٠ - ٣٧١) رقم ٢٠٧٧ - ٢٠٨١. قال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي بقوله: البزي قد تُكلِّم فيه. وقال أبو حاتم كما في العلل لابنه (٢/ ٧٦ - ٧٧) رقم ١٧٢١: هذا حديث منكر. وانظر تفسير ابن كثير (٨/ ٤٤٥).
(٢) سورة المزمل، الآية: ٤.
(٣) (٢/ ٣٢٥).
(٤) سورة ص، الآية: ٢٩.
(٥) سورة المزمل، الآية: ٤.