للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بغير عود، كأصبع، أو خرقة لم يصب السنة)؛ لأن الشرع لم يرد به، ولا يحصل بذلك الإنقاء الحاصل بالعود. وذكر في "الوجيز" يجزئ الأصبع، لحديث أنس مرفوعًا: "يجزئ في السواكِ الأصابع" رواه البيهقي، والحافظ الضياء في "المختارة" (١)، وقال: "لا أرى بإسناد هذا الحديث بأسًا". وفي "المغني" و"الشرح" أنه يصيب من السنة بقدر ما يحصل من الإنقاء، وذكر أنه الصحيح.

(ويكره السواك بريحان، وهو الآس) قيل: إنه يضر بلحم الفم (وبرمان، وعود ذكي الرائحة، وطرفاء، وقصب، ونحوه) من كل ما يضر أو يجرح (وكذا التخلل بها وبالخوص) لحديث قبيصة بن ذؤيب: "لا تخَلّلُوا بعودِ الريحانِ ولا الرمانِ فإنهما يحركانِ عرقَ الجُذامِ" رواه محمد بن الحسين الأزدي (٢). ولأن القصب، ونحوه، والخوص ربما جرحه.


(١) البيهقي (١/ ٤٠) والضياء في المختارة (٧/ ٢٥٢) حديث ٢٦٩٩، ٢٧٠٠، ورواه ابن عدي (٥/ ١٩٧١) بلفظ: يجزئ السواك الأصابع. وضعفه البيهقي (١/ ٤٠)، والنووي في الخلاصة (١/ ٨٨)، وفي المجموع (١/ ٣١٥).
وله شاهد من حديث عمرو بن عوف المزني: رواه الطبراني في الأوسط (٧/ ٢٢٤) وفي إسناده أبو غزية محمد بن موسى، ضعفه أبو حاتم وغيره، واتهمه الدارقطني بالوضع. انظر لسان الميزان (٧/ ١٦). وفي إسناده أيضًا كثير بن عبد الله المزني. قال الحافظ في التقريب (٨٠٨): ضعيف، ولم نجد كلام الحافظ الضياء الذي ذكره المؤلف في المطبوع من المختارة.
(٢) هو أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله الأزدي الموصلي، قال الخطيب: في حديثه غرائب ومناكير، وكان حافظًا، صنف كتبًا في علوم الحديث. وقال ابن حجر: جمع وصنف وله كتاب كبير في الجرح والضعفاء، عليه فيه مؤاخذات. مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (٢/ ٢٤٣)، وتذكرة الحفاظ (٣/ ٩٦٧)، ولسان الميزان (٦/ ٢٠٨). =