للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(و) يكره (حلق القفا) بالقصر (منفردًا عن الرأس، إذا لم يحتج إليه لحجامة أو غيرها) قال المروذي: سألت أبا عبد الله عن حلق القفا: فقال: "ومن فعل المجوس. ومن تشبه بقوم فهو منهم" وقال: "لا بأس أن يحلق قفاه في الحجامة".

(وهو) أي: القفا (مؤخر العنق). وعلم من كلامه أنه لا يكره حلقه مع الرأس، أو منفردًا لحاجة إليه.

(ويجب ختان ذكر، وأنثى) لقوله - صلى الله عليه وسلم - لرجل أسلم: "ألقِ عنْكَ شعْرَ الكُفْرِ واختَتِنْ" رواه أبو داود (١).

وفي الحديث: "اخْتَتَنَ إبراهيمُ بعدَ ما أتتْ عليه ثمانونَ سنةً" متفق عليه (٢)، واللفظ للبخاري (٣). وقال تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ


(١) في الطهارة، باب ١٣١، حديث ٣٥٦، ورواه عبد الرزاق (٦/ ٢١٠) رقم ٩٨٣٥، وأحمد (٣/ ٤١٥)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥/ ٢٦٩) حديث ٢٧٩٥، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٩٥ - ٣٩٦) رقم ٩٨٢، وابن عدي (١/ ٢٢٣)، والبيهقي: (١/ ١٧٢)، (٨/ ٣٢٤)، كلهم من طريق ابن جريج، قال: أُخْبرتُ عن عثيم بن كليب، عن أبيه، عن جده أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: قد أسلمت، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألق عنك شعر الكفر . . ." الحديث. قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٤٣): هذا إسناده وهو غاية في الضعف، مع الانقطاع الذي في قول ابن جريج: أخبرت، وذلك أن عثيم بن كليب، وأباه، وجده مجهولون.
(٢) البخاري في أحاديث الأنبياء، باب ٨، حديث ٣٣٥٦، وفي الاستئذان، باب ٥١، حديث ٦٢٩٨، ومسلم في الفضائل، حديث ٢٣٧٠، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) ولفظه: في أحاديث الأنبياء "اختتن إبراهيم - عليه السلام - وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم" ولفظه في الاستئذان: "اختتن إبراهيم - عليه السلام - بعد ثمانين سنة واختتن بالقدوم".