للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(فإن نوى) المتوضئ بوضوئه (ما تسن له الطهارة كـ) - أن نوى الوضوء لـ (ــقراءة، وذكر، وأذان، ونوم، ورفع شك) في حدث أصغر، (وغضب)؛ لأنه من الشيطان، والشيطان من النار، والماء يطفئ النار كما في الخبر (١). (وكلام محرم كغيبة ونحوها، وفعل مناسك الحج نصًا) كوقوف، ورمي جمار، (غير طواف)؛ فإن الطهارة تجب له كالصلاة. (وكجلوس بمسجد). وفي "المغني": (وأكل، وفي النهاية: وزيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -) (٢).

وقيل: ودخول مسجد. وقدمه في "الرعاية". وقيل: وحديث، وتدريس علم، وقدمه في "الرعاية" أيضًا (ويأتي في الغسل تتمته، أو نوى التجديد إن سن) ويأتي بيانه (ناسيًا حدثه) ارتفع؛ لأنه يشرع له فعل هذا وهو غير محدث. وقد نوى ذلك، فينبغي أن يحصل له، قاله: في "الشرح". وقال: لو قصد أن لا يزال على طهارة صحت طهارته، لأنها شرعة، وقوله: ناسيًا حدثه، أي: حال نيته للتجديد، هذا هو المتبادر من عبارة المصنف، وإن احتمل عوده للمسائل الثلاث، قاله (٣) الشهاب الفتوحي. ومفهومه أنه لو كان عالمًا بحدثه لم يرتفع لتلاعبه، (أو) نوى استباحة (صلاة بعينها لا يستبيح


(١) روى البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٨)، وأبو داود في الأدب، باب ٤، حديث ٤٧٨٤، وأحمد (٤/ ٢٢٦)، وابن حبان في المجروحين (٢/ ٢٥)، والطبراني في الكبير (١٧/ ١٧٦) رقم ٤٤٣، والبغوي في شرح السنة (١٣/ ١٦١) رقم ٣٥٨٣، وابن عساكر (٤٠/ ٤٦٤) عن عطية السعدي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ" سكت عليه أبو داود، والمنذري، وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٢/ ٣٧٧) مع الفيض، ورمز لحسنه.
(٢) لا دليل على ما ذكره المؤلف نقلًا عن صاحب النهاية.
(٣) في (ح): قال.