للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غيره. ولو أريد بنو آدم لقيل: المتطهرون.

وجوابه: أن المراد هم بنو آدم قياسًا عليهم، بدليل ما روى عبد الله بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى أهلِ اليمن كتابًا، وكان فيه: "لا يمسُّ القرآنَ إلا طاهرٌ" رواه الأثرم، والنسائي، والدارقطني متصلًا (١). قال الأثرم: واحتج به أحمد، ورواه مالك مرسلًا (٢).


(١) رواه النسائي في القسامة، باب ٤٦ - ٤٧، حديث ٤٨٦٨، ٤٨٧٢، وفي الكبرى (٤/ ٢٤٥ - ٢٤٦)، حديث ٧٠٥٨ - ٧٠٦٢، ولم يذكر لفظ "ولا يمس القرآن إلا طاهر"، والدارقطني: (١/ ١٢٢)، (٢/ ٢٨٥)، ورواه - أيضًا - الحكم مطولًا: (١/ ٣٩٥ - ٣٩٧)، والبيهقي (١/ ٨٧ - ٨٨)، و (٤/ ٨٩ - ٩٠) مختصرًا، ومطولًا كلهم من طريق سليمان بن داود، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده. وقال الحاكم: هذا حديث كبير مفسر في هذا الباب، يشهد له أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وإمام العلماء في عصره محمد بن مسلم الزهري بالصحة كما تقدم ذكري له، وسليمان بن داود الدمشقي الخولاني معروف بالزهري، وإن كان ابن معين قد غمزه، فقد عدله غيره. . . فقال أبو حاتم: سليمان بن داود الخولاني عندنا ممن لا بأس به. . . وكذا قال أبو زرعة.
له شاهد من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - رواه الطبراني في الصغير (٢/ ١٣٩)، وفي الكبير (١٢/ ٣١٣)، حديث ١٣٢١٧، والدارقطني: (١/ ١٢١)، والبيهقي (١/ ٨٨)، وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد": (١/ ٢٧٦)، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير" ورجاله موثقون. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير": (١/ ١٣١): إسناده لا بأس به.
(٢) موطأ الإمام مالك، القرآن باب (١/ ١٩٩)، ورواه - أيضًا - مرسلًا أبو داود في المراسيل ص/ ١٠٥، وعبد الرزاق (١/ ٣٤١)، حديث ١٣٢٨، وإسحاق بن راهويه "المطالب العالية" (٣/ ٢٨٣)، حديث ٨٩، والدارقطني (١/ ١٢١)، والبيهقي (١/ ٨٧ - ٨٨)، وقال الدارقطني: مرسل ورواته ثقات.