للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفتنة" (١).

وقال ابن عباسٍ لسعيدِ بن جُبير: "تزوَّج؛ فإن خير هذه الأمة أكثرها نساءً" (٢).

قال أحمد في رواية المرُّوذي (٣): ليست العزوبةُ من أمرِ الإسلام في شيءٍ، ومن دعاك إلى غير التزويج، فقد دعاك إلى غير الإسلام، ولو تزوَّج بِشرٌ (٤)، كان قد تمَّ أمرُه.

ولأن مصالحَ النكاح أكثرُ من مصالحِ التخلي لنوافل العبادة؛ لاشتمالهِ على تحصين فرجِ نفسه، وزوجته، وحفظها، والقيام بها، وإيجاد النسل، وتكثيرِ الأمَّة، وتحقيق مباهاة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥)، وغير ذلك


(١) أخرجه سعيد بن منصور (١/ ١٢٢) رقم ٤٩٣، وابن حزم في المحلى (١٠/ ٢٥ - ٢٦). وأخرجه الطبراني في الكبير (٩/ ٢٣٩) رقم ٩١٧٢، بنحوه.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ٢٥١): رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وهو ثقة، ولكنه اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلنا: الراوي عنه أبو نعيم الفضل بن دكين وسماعه منه قبل الاختلاط؛ قاله الإمام أحمد. انظر: العلل ومعرفة الرجال (١/ ٣٢٥)، والكواكب النيرات ص / ٢٩٣.
(٢) أخرجه البُخاريّ في النكاح، باب ٤، رقم ٥٠٦٩.
(٣) الورع ص / ١١٨.
(٤) هو بشر بن الحارث بن عبد الرحمن، المشهور بالحافي، المروزي ثم البغدادي، المحدث الزاهد، توفي سنة ٢٢٧ هـ رحمه الله تعالى. انظر سير أعلام النبلاء (١٠/ ٤٦٩).
(٥) أخرج عبد الرزاق (٦/ ١٧٣) حديث ١٠٣٩١، عن ابن جريج قال: أخبرت عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تناكحوا تكثروا؛ فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة … الحديث. وضعَّف إسناده المناوي في فيض القدير (٣/ ٢٦٩).
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس -كما في التلخيص الحبير (٣/ ١١٦) - من طريق محمد بن الحارث، عن محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه، عن ابن عمر =