للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندِى قَطُّ. وقَوْلُها: وَهِمَ عُمَرُ، إنما نَهَى رسولُ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يَتَحرَّى طُلُوعَ الشَّمْسِ أو غُرُوبَها. رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ (٩). وقولُ عَلِىٍّ، عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا صَلَاةَ بعد العَصْرِ إلَّا والشَّمْس مُرْتَفِعَةٌ" (١٠). ولَنا، الأحادِيثُ المَذْكُورةُ في أوَّل البابِ، وهى صَحِيحَةٌ صَرِيحَةٌ، ورَوَى أبو بَصْرَةَ، قال: صَلَّى بنَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم صَلَاةَ العَصْرِ بالمُخَمَّصِ (١١)، فقال: "إنَّ هذِهِ الصَّلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ (١٢). وهذا خاصٌّ في مَحَلِّ النِّزَاعِ. وأمَّا حديثُ عائشةَ؛ فقد رَوَى عنها ذَكْوَانُ مَوْلاها، أنَّها حَدَّثَتْه، أنَّ رسولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يُصَلِّى بعد العَصْرَ ويَنْهَى عنها. رَوَاهُ أبو دَاوُدَ (١٣). ورَوَى أبو سَلَمَةَ، أنَّه سألَ عائشةَ عن السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كان رسولُ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّيهِما بعدَ العَصْرِ، فقالتْ: كان يُصَلِّيهما قبلَ العَصْرِ، ثم إنَّه شُغِلَ عنهما، أو نَسِيَهُما، فصَلَّاهُما بعدَ العَصْرِ، ثم أثْبَتَهُما وكان إذا صَلَّى صلاةً أثْبَتَها. وعن أُمِّ سَلَمَةَ، قالتْ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَنْهَى عنهما، ثم رَأَيْتُه يُصَلِّيهِما، وقال: "يَا بِنْتَ أبى أُمَيَّةَ، إنَّهُ أتَانِى نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بالإِسْلَامِ من قَوْمِهِمْ، فشَغَلُونِى عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ


(٩) الأول، في: باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد العصر، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٥٧٢. كما أخرجه الإمام أحمد، في: المسند ٦/ ٩٦. والثانى، في: باب لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، من الكتاب نفسه. صحيح مسلم ١/ ٥٧١.
(١٠) تقدم في صفحة ٥٢٤.
(١١) في النسخ: "المحمص". والمثبت في صحيح مسلم. وكذا ضبطه النووي بالعبارة، وقال: موضع معروف. شرح صحيح مسلم ٦/ ١١٣. وفي معجم البلدان ٤/ ٤٤٤. المَخْمِص، طريق في جبل عير إلى مكة.
(١٢) في: باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٥٦٨. كما أخرجه النسائي، في: باب تأخير المغرب، من كتاب المواقيت. المجتبى ١/ ٢٠٨. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ٣٩٧.
(١٣) تقدم في صفحة ٥٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>