للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهما بعدَ الرَّابعةِ، وقبَل الخامسةِ، فهى مُسْتَحَبَّةٌ فى قولِ أكثر أهلِ العلمِ؛ لما رَوَى ابنُ عباسٍ قال: لمَّا كانت الخامسةُ، قيل: يا هِلالُ، اتْقِ اللَّه، فإنَّها المُوجِبةُ التى تُوجِبُ عليك العذابَ. فقال: واللَّه لا يُعَذِّبُنِى اللَّه عليها، كما لم يجلدنِى عليها. فشَهِدَ الخامسةَ. فلما [كانتِ الخامِسَةُ] (٣٣)، قيل لها: اتَّقِ اللَّه، فإنَّ عذابَ الدُّنْيا أهْونُ من عَذابِ الآخرةِ، وإنَّ هذه المُوجِبةُ التى توجبُ عليكِ العذابَ. فَتَلَكَّأتْ ساعةً، ثم قالتْ: واللَّه لا أفْضَحُ قَوْمِى. فشهدت الخامسةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّه عليها إن كان من الصادِقِينَ. وروى أبو إسْحاقَ الجُوزَجَانىُّ، بإسْنادِه، حديثَ المُتَلاعِنَيْنِ، قال: فشَهِدَ أربعَ شَهَادَاتٍ باللَّه إنَّه لمن الصَّادقينَ، ثم أمَرَ به فأُمْسِكَ على فِيهِ، فوَعَظَه، وقال: "وَيْحكَ كلُّ شَىْءٍ أهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ". ثم أُرْسلَ، فقال: لعنةُ اللَّه عليه إن كان من الكاذبينَ. ثم دَعاها، فَقَرأ عليها، فشَهِدَتْ أَرْبعَ شهاداتٍ باللَّه إنَّه لمن الكاذِبينَ، ثم أمَرَ بها فأُمْسِكَ على فِيها، وقال: "وَيْحَكِ كُلُّ شَىْءٍ أهْوَنُ عَلَيْكِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ". وذكر الحديث.

فصل: ويُشْتَرطُ فى صِحَّةِ اللِّعانِ شروطٌ سِتّةٌ؛ أحدها، أن يكونَ بمَحْضرِ الإِمامِ أو نائِبِه. والثانى، أن يأْتِىَ كلُّ واحدٍ منهما بللِّعانِ بعدَ إلْقائِه عليه، فإن بادَرَ به قبلَ أن يُلْقِيَه الإِمامُ عليه، لم يَصِحَّ، كما لو حَلَفَ قبلَ أن يُحَلِّفَه الحاكمُ. الثالث، استكمالُ لَفَظاتِ اللِّعانِ الخمسةِ، فإن نَقَصَ منها لفظةً، لم يَصِحَّ. الرابع، أن يَأْتِىَ بصُورَتِه، إلَّا ما ذكرْنا من الاخْتلافِ فى إبْدالِ لفظةٍ بمثلِها فى المعنى. الخامس، التَّرْتيبُ، فإن قَدَّمَ لفظةَ اللَّعْنةِ على شىءٍ من الألْفاظِ الأربعةِ، أو قَدَّمَتِ المرأةُ لِعانَها على لِعانِ الرجلِ، لم يُعْتَدَّ به. السَّادس، الإِشارةُ من كلِّ واحدٍ منهما إلى صاحِبِه إن كان حاضرًا، أو تَسْمِيَتُه (٣٤) ونِسْبتُه إن كان غائبًا. ولا يُشْتَرطُ حُضُورُهما معا، بل لو كان أحَدُهما غائبًا عن صاحِبه،


(٣٣) سقط من: الأصل.
(٣٤) فى م: "وتسميته".

<<  <  ج: ص:  >  >>