للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَبْلَهُ والسَّنَةَ التى بَعْدَهُ" (٥). وقال فى صِيامِ عَاشُورَاءَ: "إنى أحْتَسِبُ على اللَّه أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ". أخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (٦). إذا ثَبَتَ هذا فإنَّ عَاشُورَاءَ هو اليومُ العاشِرُ من المَحَرَّمِ. وهذا قولُ سَعِيدِ بن المُسَيَّبِ، والحسنِ؛ لما رَوَى ابنُ عَبَّاسٍ، قال: أمَرَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِصَوْمِ يومِ عَاشُورَاءَ العَاشِرِ من المُحَرَّمِ. أخْرجَه (٧) التِّرْمِذِىُّ (٨)، وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. ورُوِىَ عن ابنِ عَبَّاسٍ، أنَّه قال: التَّاسِعِ. وَرُوِىَ أنَّ النَّبِىَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يصومُ التَّاسِعَ. أخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بمَعْنَاه (٩). ورَوَى عنه عَطَاءٌ، أنَّه قال: "صُومُوا التَّاسِعَ والعَاشِرَ، ولا تَشَبَّهُوا باليَهُودِ" (١٠). إذا ثَبَتَ هذا فإنَّه يُسْتَحَبُّ صَوْمُ التَّاسِعِ والعَاشِرِ لذلك. نَصَّ عليه أحمدُ. وهو قولُ إسحاقَ. قال أحمدُ: فإن اشْتَبَهَ عليه أَوَّلُ الشَّهْرِ صامَ ثلاثةَ أيَّامٍ. وإنَّما يَفْعَلُ ذلك لِيَتَيَقَّنَ صَوْمَ التَّاسِعِ والعاشِرِ.

فصل: واخْتُلِفَ فى صومِ عاشُوراءَ، هل كان وَاجِبًا؟ فذَهَبَ القاضى إلى أنَّه لم


(٥) أخرجه مسلم، فى: باب استحباب صيام ثلاثة أيام. . .، من كتاب الصيام. صحيح مسلم ٢/ ٨١٩. وأبو داود، فى: باب فى صوم الدهر تطوعا، من كتاب الصيام، سنن أبى داود ١/ ٥٦٥. والترمذى، فى: باب ما جاء فى فضل صوم يوم عرفة، من أبواب الصوم. عارضة الأحوذى ٣/ ٢٨٢. وابن ماجه، فى: باب صيام يوم عرفة، من كتاب الصيام. سنن ابن ماجه ١/ ٥٥١. والإمام أحمد، فى: المسند ٥/ ٢٩٥، ٣٠٤، ٣٠٧.
(٦) فى: باب استحباب صيام ثلاثة أيام. . .، من كتاب الصيام. صحيح مسلم ٢/ ٨١٩.
كما أخرجه أبو داود، فى: باب فى صوم الدهر تطوعا، من كتاب الصيام. سنن أبى داود ١/ ٥٦٥. والترمذى، فى: باب ما جاء فى الحث على صوم يوم عاشوراء، من أبواب الصوم. عارضة الأحوذى ٣/ ٢٨٤.
(٧) فى م: "رواه".
(٨) فى: باب ما جاء عاشوراء أى يوم هو، من أبواب الصوم. عارضة الأحوذى. ٣/ ٢٨٦.
(٩) فى: باب أى يوم يصام فى عاشوراء، من كتاب الصيام. صحيح مسلم ٢/ ٧٩٧.
(١٠) أخرجه الترمذى، فى: باب ما جاء فى عاشوراء أى يوم هو، من أبواب الصوم. عارضة الأحوذى ٣/ ٢٨٧. والبيهقى، فى: باب صوم يوم التاسع، من كتاب الصيام. السنن الكبرى ٤/ ٢٨٧. وعبد الرزاق، فى: باب صيام يوم عاشوراء، من كتاب الصيام. المصنف ٤/ ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>