للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبْتَدِىءُ بقولِه: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ" إلَى القِبْلَةِ، ثُمَّ يَلْتَفِتُ (٥٠) عَنْ يَمِينِهِ ويَسَارِهِ، [في قوله: "ورحْمةُ اللهِ"] (٥١)؛ لقَوْلِ عائشةَ: كان النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُسَلِّمُ تلْقَاءَ وجهِهِ (٥٢). معناهُ [أنَّ ابْتَداءَه بالتَّسْليمِ تِلْقاءَ وَجْهِه والْتِفاتهِ في أثْناء سلامهِ] (٥٣)

فصل: رُوِىَ عن أحمدَ، رحِمَه اللهُ [أنَّهُ يَجْهَرُ بالتَّسْلِيمَةِ الأُولَى، وتَكُونُ] (٥٤) الثَّانِيةُ [أَخْفَى مِنَ الأُولَى، يَعْنِى بذلِكَ في حَقِّ الإِمامِ. قالَ صَالِحُ بنُ عَلِيٍّ] (٥٥): سُئِلَ أحمدُ: أَيُّ التَّسْلِيمَتَيْنِ أَرْفَعُ؟ قال؛ الأُولَى. [وفِي لفظٍ قال، قال أبو عبدِ اللهِ: التَّسْلِيمَةُ الأولَى أَرْفَعُ مِنَ الأُخْرَى. قالَ القَاضِى أبو الحسيْنِ] (٥٥): واخْتارَ [هذه الرِّوايَةَ] (٥٦) أبو بَكْرٍ الخَلَّالُ، وأبو حَفْصٍ العُكْبَرِيُّ. وحَمَلَ أحمدُ حديثَ عائشةَ. أنَّه كان يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً واحدَةً، على أنَّهُ كانَ يَجْهَرُ بواحدةٍ، فتُسْمَعُ منه. والمعْنَى في ذلك، أنَّ الجَهْرَ في غيرِ القراءَةِ إنَّمَا شُرعَ (٥٧) للإِعلامِ بالانْتِقالِ مِن رُكْنٍ إلى غيره (٥٨)، وقد حَصَلَ العِلْمُ بالجَهْرِ بِالتَّسْلِيمَةِ الأُولَى، فلا [حاجةَ إلى] (٥٩) الجَهْرِ بغيرِها. وكان ابن حامدٍ [يَرى الجَهْرَ بالثَّانية وإخْفاءَ الأولى؛ لِئَلَّا يُسابقَه المأْمومُ في السَّلامِ] (٦٠).


(٥٠) بعد هذا في م زيادة: "قائلا: ورحمة اللَّه".
(٥١) من: الأصل.
(٥٢) أخرجه الترمذي، في: باب ما جاء في التسليم في الصلاة، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذى ٢/ ٨٩.
(٥٣) في م: "ابتداء السلام ورحمة اللَّه يكون في حال التفاته".
(٥٤) في الأصل: "أن التسليمة الأولى أرفع من".
(٥٥) سقط من: الأصل.
(٥٦) في م: "هذا".
(٥٧) في الأصل: "كان".
(٥٨) في م: "ركن".
(٥٩) في م: "يشرع".
(٦٠) في م: "يخفى الأولى ويجهر بالثانية، لئلا يسبقه المأمومون بالسلام".

<<  <  ج: ص:  >  >>