للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كتابُ الدِّياتِ

الأصْلُ في وُجُوبِ الدِّيَةِ الكتابُ والسُّنَّةُ والإِجْماعُ؛ أمَّا الكتابُ فقولُ اللَّه تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا}. الآية (١). وأما السُّنَّةُ، فرَوَى أبو بكرٍ بن محمدِ بن عمرِو بن حَزْمٍ، أنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَتَبَ لعمرِو بن حَزْمٍ كتابًا إلى أهْلِ اليَمَنِ، فيه الفَرَائِضُ والسُّنَنُ والدِّيَاتُ، وقال فيه: "وإنَّ فِي النَّفْسِ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ". روَاه النَّسَائِىُّ، في "سُنَنِه"، ومالكٌ، في "مُوَطَّإِه" (٢). قال ابنُ عبدِ البَرِّ: وهو كتابٌ مشهورٌ عند أهْلِ السِّيَرِ (٣)، معروفٌ (٤) عند أهلِ العلمِ مَعْرِفَةً يَسْتَغْنِى بشُهْرَتِها عن الإِسْنادِ؛ لأنَّه أشْبَهَ التَّواتُرَ (٥)، في مَجِيئِه في أحاديثَ كثيرةٍ. تأْتِى في مواضِعِها من البابِ، إن شاءَ اللهُ. وأجْمَعَ أهلُ العِلْمِ على وُجُوبِ الدِّيَةِ في الجُمْلةِ.


(١) سورة النساء ٩٢.
(٢) أخرجه النسائي، في: باب ذكر حديث عمرو بن حزم في العقول، من كتاب القسامة. المجتبى ٨/ ٥٢. وأخرجه الإِمام مالك، في: باب ذكر العقول، من كتاب العقول. الموطأ ٢/ ٨٤٩.
كما أخرجه الدارمي، في: باب كم الدية من الإبل، من كتاب الديات. سنن الدارمي ٢/ ١٩٣. والحاكم، في: كتاب الزكاة، المستدرك ١/ ٣٩٧. والبيهقي، في: باب دية النفس، وباب دية أهل الذمة، من كتاب الديات. السنن الكبرى ٨/ ٧٣، ١٠٠.
(٣) في ب: "السنن".
(٤) في م: "ومعروف".
(٥) في م: "المتواتر".

<<  <  ج: ص:  >  >>