للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ماجَه، وأبو داود (٥٧)، وقال: هذا حديثٌ مُنْكَرٌ. وقيل: إنَّما كان النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَضَعُهُ؛ لأنَّ فيه "محمد رسول اللَّه" ثلاثة أسْطُر، فإنَّ احْتفَظ بما معه مما فيه ذِكْرُ اللهِ تَعالَى، واحْتَرزَ عليه من السُّقُوطِ، أو أدارَ فَصَّ الخاتَمِ إلى باطِنِ كَفِّه، فلا بَأْسَ. قال أحمد: الخاتَمُ إذا كان فيه اسمُ اللهِ يجْعلُه في باطِنِ كَفِّه، ويدخلُ الخَلاءَ. وقال عِكْرِمة: [اقلِبْهُ هكذا في باطِنِ كَفِّك] (٥٨) فاقْبِضْ عليه. وبه قال إسحاقُ، ورَخَّصَ فيه ابنُ المُسَيَّب، والحَسَن، وابنُ سِيرِين. وقال أحمد في الرَّجُلِ يدخلُ الخَلاءَ ومعه الدَّرَاهِمُ: أرْجُو أن لا يكونَ به بَأْسٌ.

فصل: ويُقَدِّمُ رِجْلَه اليُسْرَى في الدُّخُولِ، واليُمْنَى في الخُرُوجِ، ويقولُ عندَ دُخُولِه: بِسْمِ اللَّه، أعوذُ باللهِ من الخُبُثِ والخَبَائِثِ (٥٩)، ومِنَ الرِّجْسِ النَّجِسِ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ. قال أحمد: يقول إذا دَخَل الخَلاءَ: أعوذُ باللهِ من الخُبُثِ والخَبائِثِ، وما دَخَلْتُ قَطُّ المُتَوَضَّأَ ولم أقُلْها، إلَّا أصَابَنِى ما أَكْرَهُ. وعن أنَس، أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا دخلَ الخَلاءَ قال: "اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الخُبُثِ والْخَبائِثِ". مُتَّفَقٌ عليه (٦٠). وعن عَلِىّ قال: قال رَسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سِتْرُ مَا بَيْنَ


(٥٧) أخرجه ابن ماجه، في: باب ذكر اللَّه عز وجل على الخلاء والخاتم في الخلاء، من كتاب الطهارة. سنن ابن ماجه ١/ ١١٠. وأبو داود، في: باب الخاتم يكون فيه ذكر اللَّه تعالى يدخل به الخلاء، من كتاب الطهارة. سنن أبي داود ١/ ٥. كما أخرجه النسائي، في: باب نزع الخاتم عند دخول الخلاء، من كتاب الزينة. المجتبى ٨/ ١٥٥.
(٥٨) في الأصل: "قل به هكذا في بطن كفك". وهو وجه، أي اجعله هكذا. . .
(٥٩) في القاموس: أي من ذكور الشياطين وإناثها.
ونقل السيوطي عن الخطابى، أن الخبث، بضم الباء جمع خبيث. قال: وعامة أهل الحديث يقولون: الخبث. ساكنة الباء، وهو غلط، والصواب: الخبث مضمومة الباء. قال: وأما الخبث بالسكون فهو الشر. ثم أورد السيوطي الرد عليه. زهر الربى ١/ ٢٣. وانظر ما يأتى من قول المصنف بعد قليل.
(٦٠) أخرجه البخاري، في: باب ما يقول عند الخلاء، من كتاب الوضوء، وفى: باب الدعاء عند الخلاء، من كتاب الدعوات. صحيح البخاري ١/ ٤٨، ٨/ ٨٨. ومسلم في: باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، من كتاب الحيض. صحيح مسلم ١/ ٢٨٣. وأبو داود، في: باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، من كتاب الطهارة. سنن أبي داود ١/ ٢. والترمذي، في: باب ما يقول إذا دخل الخلاء، من أبواب الطهارة. عارضة الأحوذى ١/ ٢١. والنسائي، في: باب القول عند دخول الخلاء، من كتاب الطهارة. المجتبى ١/ ٢٢. وابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>