للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بابُ التَّيّمُّمِ

التَّيَمُّمُ في اللُّغَةِ: القَصْدُ. قالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} (٤٨). وقال امْرُؤُ القَيْسِ (٤٩):

تَيَمَّمْتُ لِلْعَيْنِ الَّتِى عِنْدَ ضَارِجٍ ... يَفِىءُ عَلَيْها الظِّلُّ عَرْمَضُهَا طَامِى (٥٠)

وقولُ اللهِ تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} (٥١). أي: اقْصِدُوهُ. ثم نُقِلَ في عُرْفِ الفقهاءِ إلى مَسْحِ الوَجْهِ واليَدَيْنِ بشيءٍ مِن الصَّعِيدِ. وهو جائِزٌ بالكِتَابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعُ، أمَّا الكِتابُ، فَقَوْلُه تَعالَى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}. وأمَّا السُّنَّةُ، فحَديثُ عَمَّارٍ وغَيْرِه (٥٢)، وأمَّا الإِجْمَاعُ، فأَجْمَعَت الأُمَّةُ على جَوازِ التَّيَمُّمِ في الجملةِ.

٦٣ - مسألة؛ قال [أبو القاسم] (١): (ويَتَيَمَّمُ فِي قَصِيرِ السَّفَرِ وطَوِيلِهِ).

طَوِيلُ السَّفَرِ: مَا يُبِيحُ القَصْرَ والفِطْرَ، وقَصِيرُه: ما دُونَ ذَلكَ، مِمَّا يَقَعُ عَلَيْه اسْمُ سَفَرٍ، مِثْلَ أن يَكُونَ بَيْنَ قَرْيَتَيْنِ مُتَقَارِبَتَيْنِ أو مُتَبَاعِدَتَيْنِ. قال القاضِى: لو خَرَجَ إلَى ضَيْعَةٍ لَهُ، ففَارَقَ البُنْيانَ والمَنَازِلَ، ولَوْ بخَمْسِينَ خُطْوَةً جَازَ لَهُ التَّيَمُّمُ،


(٤٨) سورة البقرة ٢٦٧.
(٤٩) ديوانه ٤٧٦، في الشعر المنسوب إليه مما لم يرد في المخطوطات، وهو أيضًا في: اللسان (ض ر ج، ع ر م ض) ٢/ ٣١٥، ٧/ ١٨٧، ومعجم البلدان ٣/ ٤٦٠.
(٥٠) كذا ورد في النسخ: "تيممت للعين". والذي في الديوان والمصادر الأخرى: "تَيَمَّمَتِ العَيْنَ"، في حديثه عن ناقته، وقبل البيت:
ولمَّا رأتْ أنَّ الشَّريعةَ هَمُّها ... وأنَّ البَياضَ مِن فَرائِصِها دَامِ
وضارج: مكان في الطريق من اليمن إلى المدينة. والعرمض: الطحلب الذي يعلو الماء. وطام: عال.
(٥١) سورة المائدة ٦.
(٥٢) تأتى هذه الأحاديث في المسألة ٦٧ وما بعدها، وانظر لها أيضًا: نصب الراية ١/ ١٤٨ وما بعدها.
(١) سقط من: م.

<<  <  ج: ص:  >  >>