للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حالٍ؛ لأنَّها حُقُوقٌ لآدَمِيِّينَ (١٧)، فلم تتَدَاخَلْ، كالدُّيُونِ. ولَنا، على (١٨) أنَّه إذا قَذَفَهُما بكلمةٍ واحدةٍ يُجْزِئُ حَدٌّ واحدٌ، أنَّه (١٩) يَظْهَرُ كَذِبُه فى قَذْفِه، [وبراءةُ عِرْضِهما] (٢٠) من رَمْيِه بحَدٍّ واحدٍ، فأجْزَأ، كما لو كان القَذْفُ لواحدٍ. وإذا قَذَفَهُما بكلمتينِ، وَجَبَ حَدَّانِ؛ لأنَّهما قَذْفانِ لشَخْصَيْنِ، فوجبَ لكلِّ واحدٍ حَدٌّ، كما لو قَذَفَ الثانى بعَد حَدِّ الأوَّلِ. وهكذا الحكمُ فيما إذا قَذَفَ أجْنَبِيَّتَيْنِ أو أجْنَبِيَّاتٍ، فالتَّفْصيلُ فيه على ما ذكرْناه. وإن قَذَفَ أرْبَعَ نسائِه، فالحُكْم فى الحَدِّ كذلك. وإن أراد اللِّعانَ، فعليه أن يُلاعِنَ لكلِّ واحدةٍ لِعانًا مُفْرَدًا، ويَبْدَأُ بلِعانِ التى تبدأُ بالمُطالبةِ، فإن طالَبْنَ جميعًا، وتشَاحَحْنَ، بَدَأ بإحْداهنَّ بالقُرْعةِ، وإن لم يتَشاحَحْنَ (٢١)، بدأ بلِعانِ من شاء منهنَّ، ولو بدأ بواحدةٍ (٢٢) منهُنَّ من غيرِ قُرْعةٍ مع المُشاحَّةِ، صَحَّ. ويَحْتَمِلُ أن يُجْزِئَه لِعانٌ واحدٌ، فيقول: أشْهَدُ باللَّهِ إنِّى لمن الصادِقينَ فيما رَمَيْتُ به كلَّ واحدةٍ من زَوْجاتِى هؤلاء الأرْبَع من الزِّنَى. وتقول كلُّ واحدةٍ: أشْهَدُ باللَّهِ إنَّه لمن الكاذِبينَ فيما رَمانِى به من الزِّنَى. لأنَّه يَحْصُلُ المَقْصُودُ بذلك. والأوّلُ أصَحُّ؛ لأنَّ اللِّعانَ أيمانٌ، فلا تَتَداخَلُ لجماعةٍ، كالأيْمانِ فى الدُّيُونِ.

فصل: ولو قال لزَوْجَتِه: يا زانِيةُ بِنْتَ الزَّانيةِ. فقد قَذَفَها، وقَذَفَ أُمَّها بكلمتَيْنِ، والحكمُ فى الحَدِّ لهما على ما مَضَى من التَّفْصيلِ فيه. فإن اجْتَمَعا فى المُطالبةِ، ففى أيَّتهِما يُقَدَّمُ (٢٣)؟ فيه (٢٤) وَجْهان؛ أحدهما، الأُمُّ؛ لأنَّ حَقَّها آكَدُ، لكونِه (٢٥) لا


(١٧) فى ب، م: "الآدميين".
(١٨) سقط من: أ، ب، م.
(١٩) فى م: "لأنه".
(٢٠) فى الأصل: "فبراءة عرضها".
(٢١) فى م: "يتشاحن".
(٢٢) فى أ: "بلعان واحدة".
(٢٣) فى الأصل، م: "يتقدم".
(٢٤) سقط من: الأصل، أ، ب.
(٢٥) فى الأصل: "لكونها".

<<  <  ج: ص:  >  >>