للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيئًا، لم يَقَعْ إلَّا واحدةٌ؛ لأنَّه لم يأْتِ بينهما بحَرْفٍ يَقْتضِى المُغايَرَةَ، فلا يَكُنَّ مُتغايِرَاتٍ. وإن قال: أنت طالِقٌ وطالقٌ وطالقٌ. وقال: أردتُ بالثَّانيةِ التّأكيدَ. لم يُقبَلْ؛ لأنَّه غايَرَ بينها وبينَ الأُولَى بحَرْفٍ يقْتضِى العطفَ والمُغايرَةَ، وهذا يَمْنَعُ التَّأْكيدَ، وأمَّا الثَّالثةُ فهى كالثَّانيةِ فى لَفْظِها. فإن قال: أردتُ بها التّوكيدَ (١٦). دِينَ، وهل يُقبَلُ فى الحُكمِ؟ يُخَرَّجُ على روايتَيْنِ؛ إحْداهما، يُقبَلُ. وهى (١٧) مذهبُ الشَّافعىِّ؛ لأنَّه كرَّرَ لفظَ الطَّلاقِ مثلَ الأوَّلِ، فقُبِلَ تفْسيرُه بالتَّأْكيد. كما لو قال: أنتِ طالقٌ، أنتِ طالقٌ. والثّانيةُ، لا يُقبَلُ؛ لأنَّ حرفَ العطِف للمُغَايَرةِ، فلا يُقْبَلُ منه (١٨) ما يُخالِفُ ذلك، كما لا يُقْبَلُ فى الثَّانيةِ. ولو قال: أنتِ طالقٌ فطالقٌ فطالقٌ. أو: أنت طالِقٌ، ثم طالقٌ، [ثم طالقٌ] (١٩). فالحُكْمُ فيها كالتى عطَفَها بالواوِ. وإن غايَرَ بين الحروفِ، فقال: أنت طالِقٌ وطالقٌ، [ثم طالقٌ] (٢٠). أو: طالِقٌ ثم طالقٌ وطالقٌ. أو: طالقٌ وطالقٌ فطالقٌ. ونحو ذلك، لم يُقْبَلْ فى شىءٍ منها إرادةَ التَّوْكيدِ؛ لأنَّ كلَّ كلمةٍ مُغايِرَةٌ لما قبلَها (٢١)، مُخالِفةٌ لها فى لفظِها، والتَّوْكيدُ (٢٢) إنَّما يكونُ بتَكْريرِ الأوَّلِ بصُورَتِه.

فصل: ولو قال: أنتِ مُطَلَّقةٌ، أنتِ مُسَرَّحةٌ، أنت مُفارَقَةٌ. وقال: أردتُ التَّوكيدَ بالثَّانيةِ والثالثة. قُبِلَ؛ لأنَّه لم يُغايِرْ بينها بالحروفِ الموْضوعةِ للمُغايرةِ بين الألْفاظِ، بل أعادَ اللَّفْظةَ بمَعْناها، ومثلُ هذا يُعادُ تَوْكيدًا. وإن قال: أنتِ مُطلَّقةٌ، ومُسرَّحةٌ،


(١٦) فى أ: "التأكيد".
(١٧) فى ب: "وهو".
(١٨) سقط من: أ، ب، م.
(١٩) سقط من: الأصل.
(٢٠) فى الأصل: "قال".
(٢١) سقط من: الأصل.
(٢٢) فى الأصل: "والتكرير".

<<  <  ج: ص:  >  >>