للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابُ ذِكْرِ الحَجِّ ودُخُولِ مَكَّةَ

يُسْتَحَبُّ الاغْتِسَالُ لِدُخُولِ مَكَّةَ؛ لأنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عمرَ كان يَغْتَسِلُ، ثم يَدْخُلُ مَكَّةَ نَهَارًا، ويُذْكَرُ أنَّ النَّبِىَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يَفْعَلُه. مُتَّفَقٌ عليه (١). ولِلْبُخَارِىِّ، أنَّ ابنَ عمرَ، كان إذا دَخَلَ أدْنَى الحَرَمِ، أمْسَكَ عن التَّلْبِيَةِ، ثم يَبِيتُ بِذِى طُوَى، ثم يُصَلِّى الصُّبْحَ ويَغْتَسِلُ، ويُحَدِّثُ أنَّ النَّبِىَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يَفْعَلُ ذلك. ولأنَّ مَكَّةَ مَجْمَعُ أهْلِ النُّسُكِ، فإذا قَصَدَها اسْتُحِبَّ له الاغْتِسَالُ، كالخَارِجِ إلى الجمعةِ. والمَرْأةُ كالرَّجُلِ، وإن كانت حَائِضًا أو نُفَسَاءَ، لِقَوْلِ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعائشةَ وقد حَاضَتْ: "افْعَلِى مَا يَفعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أنْ لَا تَطُوفِى بِالْبَيْتِ" (٢). ولأنَّ الغُسْلَ يُرادُ لِلتَّنْظِيفِ، وهذا يَحْصُلُ مع الحَيْضِ، فاسْتُحِبَّ لها ذلك. وهذا مذهبُ


(١) أخرجه البخارى، فى: باب من نزل بذى طوى. . .، من كتاب الحج. صحيح البخارى ٢/ ٢٢٢. ومسلم، فى: باب استحباب المبيت بذى طوى. . .، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٩١٩.
كما أخرجه أبو داود، فى: باب دخول مكة، من كتاب المناسك. سنن أبى داود ١/ ٤٣٢. والنسائى، فى: باب دخول مكة، من كتاب المناسك. المجتبى ٥/ ١٥٧. والدارمى، فى: باب دخول البيت نهارًا، من كتاب المناسك. سنن الدارمى ٢/ ٧٠. والإمام أحمد، فى: المسند ٢/ ١٤، ١٥٧. والبيهقى، فى: باب الغسل لدخول مكة، من كتاب الحج. السنن الكبرى ٥/ ٧١.
(٢) أخرجه البخارى، فى: باب كيف كان بدء الحيض. . .، وباب تقضى الحائض. . .، من كتاب الحيض، وفى: باب تقضى الحائض المناسك، من كتاب الحج، وفى: باب الأضحية للمسافر والنساء، وباب من ذبح ضحية غيره. . .، من كتاب الأضحية. صحيح البخارى ١/ ٨٤، ٧/ ١٢٩، ١٣٢. ومسلم، فى: باب بيان وجوه الإحرام. . .، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٨٧٣. وأبو داود، فى: باب الإفراد فى الحج، من كتاب المناسك. سنن أبى داود ١/ ٤١٣. والنسائى، فى: باب ما تفعل المحرمة إذا حاضت، من كتاب الطهارة، وفى: باب بدء الحيض. . .، من كتاب الحيض، وفى: باب ترك التسمية عند الإهلال، من كتاب المناسك. المجتبى ١/ ١٢٥، ١٢٦، ١٤٧، ٥/ ١٢١. وابن ماجه، فى: باب الحائض تقضى المناسك إلا الطواف، من كتاب المناسك. سنن ابن ماجه ٢/ ٩٨٨. والدارمى، فى: باب ما تصنع الحاجة إذا كانت حائضا، سنن الدارمى ٢/ ٤٤. والإمام مالك، فى: باب دخول الحائض مكة، من كتاب الحج. الموطأ ١/ ٤١١. والإمام أحمد، فى: المسند ١/ ٣٦٤، ٦/ ٣٩، ٢١٩، ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>