للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: ويُسْتَحَبُّ إجابَةُ مَن سَأَلَ باللَّهِ؛ لما رَوَى ابنُ عمرَ، قال: قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، ومَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، ومَنْ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ فَأَجِيرُوهُ، ومَنْ أَتَى إلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فإنْ لَمْ تَجدُوا، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ". وَعن أبِى ذَرٍّ، قال: قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثَلاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ، وثَلاثَةٌ يُبْغِضُهُم اللَّهُ؛ أمَّا الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ؛ فَرَجُلٌ سأَلَ قَوْمًا، فسَأَلَهُمْ بِاللَّهِ، ولَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وبَيْنَهُم، فَتَخَلَّفَ رجُلٌ بأَعْقابِهِمْ، فأعْطاهُ سِرًّا، لَا يَعْلَمُ بعَطِيَّتِهِ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ والَّذِى أعْطاهُ، وقَوْمٌ سارُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إلَيْهمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ، فَوَضَعُوا رُءُوسَهُمْ، فَقَامَ يَتَمَلَّقُنِى ويَتْلُوا آيَاتِى، ورَجُلٌ كَانَ فِى سَرِيَّةٍ، فَلَقُوا العَدُوَّ فَهُزِمُوا، فَأَقْبَلَ بصَدْرِهِ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يُفْتَحَ لَهُ، والثَّلاثَةُ الَّذِينَ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ؛ الشَّيْخُ الزَّانِى، والْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ، والْغَنِىُّ الظَّلُومُ". روَاهما النَّسائِىُّ (٤٤).

فصل: إذا قال: حَلَفْتُ. ولم يكُنْ حَلَفَ، فقال أحمدُ: هى كِذْبَةٌ، ليس عليه يَمِينٌ. وعنه: عليه الكَفَّارَةُ؛ لأنّه أقرَّ على نفْسِه. والأَوَّلُ هو المذهبُ؛ لأنَّه حُكْمٌ (٤٥) فيما بينَه وبينَ اللَّه تعالى، فإذا كذَبَ فى الخَبرِ به، لم يلزَمْه حُكْمُه، كما لو قال: ما صَلَّيْتُ. وقد صَلَّى. ولو قال: علىَّ يَمِينٌ. ونَوَى الْخَبرَ، فهى كالتى قَبْلَها، وإِنْ نَوَى القَسَمَ، فقال أبو الخَطَّاب: هى يَمِينٌ. وهو قولُ أصْحابِ الرَّأْىِ. وقال الشافِعِىُّ: ليس بيَمِينٍ؛ لأنَّه لم يأْتِ باسْمِ اللَّه تعالَى المُعَظَّمِ، ولا صِفَتِه، فلم يكُنْ يَمِينًا، كما لو قال: حَلَفْتُ. وهذا أصَحُّ، إِنْ شاءَ اللَّهُ؛ فإِنَّ هذه ليست صِيغَةَ اليَمِينِ والقَسَمِ، وإنَّما هى صِيغَةُ الخَبَرِ، فلا


(٤٤) الأول فى: باب من سأل باللَّه عز وجل، من كتاب الزكاة. المجتبى ٥/ ٦١.
كما أخرجه أبو داود، فى: باب عطية من سأل باللَّه عز وجل، من كتاب الزكاة. سنن أبى داود ١/ ٣٨٩. والإمام أحمد، فى: المسند ٢/ ٦٨، ٩٥، ٩٦، ٩٩، ١٢٧.
والثانى فى: باب فضل صلاة الليل، من كتاب قيام الليل وتطوع النهار، وفى: باب ثواب من يعطى، من كتاب الزكاة. المجتبى ٣/ ١٦٩، ٥/ ٦٣.
كما أخرجه الترمذى، فى: باب حدثنا أبو كريب. . .، من أبواب صفة الجنة. عارضة الأحوذى ١٠/ ٤٠. والإمام أحمد، فى: المسند ٥/ ١٥٣.
(٤٥) فى ب: "يحكم".

<<  <  ج: ص:  >  >>