للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحَدِيثُ يَدُلُّ على أنَّ (٨) المَكْرُوهَ إفْرَادُهُ؛ لأنَّ نَهْيَهُ مُعَلَّلٌ بِكَوْنِها لم تَصُمْ أمْسِ ولا غَدًا.

فصل: قال أصْحابُنا: يُكْرَهُ إفْرادُ يَوْمِ السَّبْتِ بالصَّوْمِ؛ لما رَوَى عبدُ اللهِ بنُ بُسْرٍ، عن النَّبِىِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: "لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ، إلَّا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ". أخْرَجَهُ التِّرْمِذِىُّ (٩)، وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَرُوِىَ أيضا عن عبدِ اللهِ بن بُسْرٍ، عن أُخْتِه الصَّمَّاءِ، أنَّ رسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ، إلَّا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكَمُ، فَإنْ لَمْ يَجِدْ أحَدُكُمْ إلا لِحَاءَ عِنَبٍ، أو عُودَ شَجَرَةٍ، فَلْيَمْضُغْهُ". أخْرَجَهُ أبو دَاوُدَ (١٠). وقال: اسْمُ أُخْتِ عبدِ اللهِ بن بُسْرٍ هُجَيْمة (١١)، أو جُهَيْمة. قال الأثْرَمُ: قال أبو عبدِ اللهِ: أمَّا صِيامُ يَوْمِ السَّبْتِ يَفْتَرِدُ (١٢) به فقد جاءَ فيه حَدِيثُ الصَّمَّاءِ، وكان يحيى بنُ سعِيدٍ يَتَّقِيه، أى أن يُحَدِّثَنِى به، وسَمِعْتُه من أبى عاصِمٍ. والمَكْرُوهُ إفْرادُهُ، فإن صامَ معه غيرَه لم يُكْرَهْ؛ لحديثِ أبى هُرَيْرَةَ وَجُوَيْرِيَةَ. وإنْ وافَقَ صَوْمًا لإِنْسانٍ، لم يُكْرَهْ، لما قَدَّمْنَاهُ. وقال أَصْحابُنا: ويُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ النَّيْرُوزِ (١٣) ويَوْمِ المِهْرَجَانِ (١٤)


(٨) سقط من: ب، م.
(٩) لم نجد هذا عند الترمذى، وإنما روى الحديث الآتى عن عبد اللَّه بن بسر، عن أخته الصماء. والحديث أخرجه ابن ماجه، فى: باب ما جاء فى صيام يوم السبت، من كتاب الصيام. سنن ابن ماجه ١/ ٥٥٠. والإمام أحمد، فى: المسند ٤/ ١٨٩.
(١٠) فى: باب النهى أن يخص يوم السبت بصوم، من كتاب الصيام. سنن أبى داود ١/ ٥٦٤. كما أخرجه الترمذى، فى: باب ما جاء فى صوم يوم السبت، من أبواب الصوم. عارضة الأحوذى ٣/ ٢٧٩. وابن ماجه، فى: باب ما جاء فى صيام يوم السبت، من كتاب الصيام. سنن ابن ماجه ١/ ٥٥٠. والدارمى، فى: باب فى صيام يوم السبت، من كتاب الصيام. سنن الدارمى ٢/ ١٩. والإِمام أحمد، فى: المسند ٦/ ٣٦٨.
(١١) ذكره ابن حجر، فى الإصابة ٨/ ١٤٦. وقال: قيل هو اسم الصماء أخت عبد اللَّه بن بسر. وذكر ابن حجر أيضا، فى الإصابة ٧/ ٥٣٩ أن اسمها بهية، بالتشديد مصغرة، ويقال: بهيمة. بالميم.
(١٢) كذا، أى يصومه منفردا.
(١٣) النيروز: أول يوم من السنة الشمسية الفارسية، وأكبر أعيادهم، ويوافق الحادى والعشرين من شهر مارس من السنة الميلادية.
(١٤) يوم المهرجان: عيد تقيمه الفرس احتفالا بالاعتدال الخريفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>