كتاب المغني لابن قدامة - ت التركي

١٧٨ - مسألة؛ قال: (ويتشهد بالتشهد الأول، ويصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد) - فصل - ج: 2 - ص: 230

يا رسولَ اللهِ قد عُلِّمْنَا كيف نُسَلِّمُ عليك، فكيفَ نُصَلِّى عليك؟ قال: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". مُتَّفَقٌ عليه (٧). ورَوَى الأثرَمُ عن فَضَالةَ بن عُبَيْدٍ، سَمِعَ النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَجُلًا يَدْعُو في صلاتِهِ لم يُمَجِّدْ رَبَّهُ، ولم يُصَلِّ على النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالَ النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عَجِلَ هَذَا". ثم دَعَاهُ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالَ: "إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بتَمْجِيدِ (٨) رَبِّهِ والثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ". (٩) ولأنَّ الصَلاةَ عِبَادَةٌ شُرِطَ فيها (١٠) ذِكْرُ اللهِ تعالَى بِالشَّهَادَةِ، فشُرِطَ ذِكْرُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، كالأذانِ. فأمَّا حديثُ ابْنِ مسعودٍ، فقالَ الدَّارَقُطْنِىُّ: الزِّيادَةُ فيهِ مِنْ كلامِ ابْنِ مسعودٍ (١١).

فصل: وصِفَةُ الصلاةِ على النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كما ذَكَرَ الْخِرَقِىُّ، لِما ذكرْنا (١٢) مِن

---

(٧) أخرجه البخاري، في: باب حدثنا موسى بن إسماعيل، من كتاب الأنبياء، وفى: باب قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}، من كتاب التفسير (سورة الأحزاب)، وفى: باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، من كتاب الدعوات. صحيح البخاري ٤/ ١٧٨، ٦/ ١٥١، ٨/ ٩٥. ومسلم، في: باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد التشهد، من كتاب الصلاة. صحيح مسلم ١/ ٣٠٥. كما أخرجه أبو داود، في: باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد التشهد، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود ١/ ٢٢٤. والترمذي، في: باب ما جاء في صفة الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، من أبواب الوتر، وفى: باب من سورة الأحزاب، من أبواب التفسير. عارضة الأحوذى ٢/ ٢٦٨، ١٢/ ٩٥. والنسائي، في: باب نوع آخر من كيفية الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، من كتاب السهو. المجتبى ٣/ ٤٠. وابن ماجه، في: باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٢٩٣. والدارمى، في: باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي ١/ ٣٠٩. والإمام أحمد، في: المسند ٤/ ٢٤١، ٢٤٣، ٢٤٤.
(٨) في الأصل: "يحمد" و"بتحميد" وهما في نسخة من سنن أبي داود. انظر: عون المعبود ١/ ٥٥٢.
(٩) أخرجه أبو داود في: باب الدعاء، من كتاب الوتر. سنن أبي داود ١/ ٣٤١. والإِمام أحمد، في: المسند ٦/ ١٨.
(١٠) سقط من: م.
(١١) انظر: باب صفة التشهد ووجوبه واختلاف الروايات فيه، من كتاب الصلاة. سنن الدارقطني ١/ ٣٥٣.
(١٢) في م: "روينا".