كتاب المغني لابن قدامة - ت التركي

٧٦٨ - مسألة؛ قال: (ويتجر الوصي بمال اليتيم، ولا ضمان عليه، والربح كله لليتيم. فإن أعطاه لمن يضارب له به، فللمضارب من الربح ما وافقه الوصي عليه) - فصل - ج: 6 - ص: 343

اليَتِيمِ أرْفَقَ به، وألْيَنَ فى الخُبْزِ، وأمْكَنَ فى حُصُولِ الأُدْمِ، فهو أوْلَى. وإنْ كان إفرادُه أرْفَقَ به أفْرَدَه؛ لقولِه تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (٢٠). أى ضَيَّقَ عَلَيْكُم وشَدَّدَ، مِن قولِهم: أعْنَتَ فُلانٌ فُلانًا. إذا ضَيَّقَ عليه وشَدَّدَ. وعَنِتَتِ الرِّجْلُ، إذا ضَلِعَتْ (٢١). ويَجُوزُ للوَصِيِّ تَرْكُ الصَّبِيِّ فى المَكْتَبِ بغيرِ إذْنِ الحاكِمِ. وحُكِىَ لأحمدَ قولُ سُفْيانَ: لا يُسَلِّمُ الوَصِيُّ الصَّبِيَّ إلّا بإذْنِ الحاكِمِ. فأنْكَرَ ذلك؛ وذلك لأنَّ المَكْتَبَ مِن مَصالِحِه، فجَرَى مَجْرَى نَفَقَتِه، ولمَأْكُولِه، ومَشْرُوبِه، ومَلْبُوسِه. وكذلك يجوزُ له إسلامُه فى صِناعَةٍ.، إذا كانت مَصْلَحَتُه فى ذلك؛ لما ذَكَرْنا.

فصل: وإذا كان الوَلِيُّ مُوسِرًا، فلا يَأْكُلْ مِن مالِ اليَتِيمِ شَيْئًا إذا لم يكنْ أبًا؛ لقولِه تعالى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًا فَلْيَسْتَعْفِفْ} (٢٢). وإنْ كان فَقِيرًا، فله أقَلُّ الأَمْرَيْنِ، مِن أُجْرَتِه، أو قَدْرِ كِفايَتِه؛ لأنَّه يَسْتَحِقُّه بالعَمَلِ والحاجَةِ جَمِيعًا، فلم

---

= وما أخرجه أبو داود، فى: باب صيام أيَّام التشريق، من كتاب الصوم، وفى: باب فى حبس لحوم الأضاحى، من كتاب الأضاحى. سنن أبي داود ١/ ٥٦٤، ٢/ ٩٠. والترمذى، فى: باب ما جاء فى كراهية الصوم فى أيَّام التشريق، من كتاب الصوم، عارضة الأحوذى ٣/ ٣٠١. والنسائي، فى: باب النهى عن صوم يوم عَرَفَة، من كتاب المناسك. وفى: باب تفسير العتيرة، من كتاب الفرع والعتيرة. وفى: باب تأويل قوله عزَّ وجلَّ: {قالت الأعراب آمنا. . .}، من كتاب الإيمان. المجتبى ٥/ ٢٠٣، ٧/ ١٥٠، ٨/ ٩٢. وابن ماجه، فى: باب ما جاء فى النهى عن صيام أيَّام التشريق، من كتاب الصِّيام. سنن ابن ماجه ١/ ٥٤٨. والدارمى، فى: باب في صيام يوم عَرَفَة، وباب النهى عن صيام أيَّام التشريق، من كتاب الصوم. سنن الدارمى ٢/ ٢٣، ٢٤. والإِمام مالك، فى: باب ما جاء فى صيام أيَّام منى، من كتاب الحجّ. الموطأ ١/ ٣٧٦. والإِمام أحمد، فى المسند ١/ ٧٦، ٩٢، ١٠٤، ٢/ ٢٢٩، ٣٨٧، ٥١٣، ٥٣٥، ٣/ ٤١٥، ٤٥٠، ٤٥١، ٤٦٠، ٤٩٤، ٤/ ١٥٢، ٣٣٥، ٥/ ٧٥، ٧٦، ٢٢٤.
(٢٠) سورة البقرة ٢٢٠.
(٢١) الضُّلَع، بالتحريك: الاعْوِجاج خِلْقَةً، يكون فى المَشْى من المَيْل. فإنْ لم يكن خلقة فهو الضَّلْع، بسكون اللام، تقول منه: ضَلِع بالكسر، يَضْلَع ضَلَعا، وهو ضَلِع. لسان العرب (ض ل ع).
(٢٢) سورة النِّساء ٦.