للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولُ: اللَّهُمَّ إن كُنْتَ لم تَقْبَلْ حَجَّتِى وَتَعَبِى ونَصَبِى، فلا تَحْرِمْنِى أَجْرَ المُصابِ على مُصِيبَتِه (٢١)، فلا أعلمُ أعْظَمَ مُصيبَةً مِمَّن وَرَدَ حَوْضَكَ، وانْصَرفَ (٢٢) مَحْرُومًا من وَجْهِ رَغْبَتِكَ (٢٣). وقال آخَرُ: يا خَيْرَ مَوْفُودٍ إليه، قد ضَعُفَتْ قُوَّتِى، وذَهَبَتْ مُنَّتِى (٢٤)، وأَتَيْتُ إليكَ بِذُنُوبٍ لا تَغْسِلُها البِحارُ، أسْتَجِيرُ برِضَاك مِن سَخَطِكَ، وبِعَفْوِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، رَبِّ ارْحَمْ مَن شَمِلَتْهُ الخَطايَا، وغَمَرَتْهُ الذُّنوبُ، وظَهَرَتْ منه العُيوبُ، ارْحَمْ أسِيرَ ضُرٍّ، وطَرِيدَ فَقْرٍ، أسْأَلُكَ أن تَهَبَ لى عَظيمَ جُرْمِى، يا مُسْتَزادًا من نِعَمِهِ، ومُسْتَعاذًا من نِقَمِه، ارْحَمْ صَوْتَ حَزِينٍ دَعَاكَ بِزَفِيرٍ وشَهِيقٍ، اللَّهُمَّ إن كُنْتُ بَسَطْتُ إليك يَدَيَّ دَاعِيًا، فطَالَما كَفَيْتَنِى سَاهِيًا، فَبِنِعْمَتِكَ التى تَظَاهَرَتْ عَلَىَّ عندَ الغَفْلَةِ، لا أَيْأَسُ منها عندَ التَّوْبَةِ، فلا تَقْطَعْ رَجَائِى منك لِمَا قَدَّمْتُ من اقْتِرَافٍ، وَهَبْ لىَ الإصْلاحَ فى الوَلَدِ، والأمْنَ فى البَلَدِ، والعَافِيَةَ فى الجَسَدِ، إنَّك سَمِيعٌ مُجِيبٌ، اللَّهُمَّ إنَّ لك عَلَىَّ حُقُوقًا، فتَصَدَّقْ بها عَلَىَّ، ولِلنَّاسِ قِبَلِى تَبِعاتٍ فتَحَمَّلْهَا عَنِّى، وقد أَوْجَبْتَ لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرًى، وأنا ضَيْفُكَ اللَّيْلةَ، فاجْعَلْ قِرَاىَ الجَنَّة، اللَّهُمَّ إنَّ سَائِلَكَ عندَ بَابِكَ، من ذَهَبَتْ أيَّامُه، [وبَقِيَتْ آثامُه] (٢٥)، وانْقَطَعَتْ شَهْوَتُه، وبَقِيَتْ تَبِعَتُه، فَارْضَ عنه، وإن لم تَرْضَ عنه فاعْفُ عنه، فقد يَعْفُو السَّيِّدُ عن عَبْدِه، وهو عنه غيرُ رَاضٍ. ثمَّ يُصَلِّى على النَّبىِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. والمَرأةُ إذا كانت حَائِضًا لم تَدْخُل المسجدَ، ووَقَفتْ عندَ (٢٦) بَابِه، فدَعَتْ بذلك.

فصل: قال أحمدُ: إذا وَدَّعَ البَيْتَ، يقومُ عندَ البَيْتِ إذا خَرَجَ ويَدْعُو


(٢١) فى الأصل: "مصيبتى".
(٢٢) فى ب، م: "وانصرفت".
(٢٣) قوله: "من وجه رغبتك"، كذا فى الأصل، والمعنى غير واضح، والأصل فى الدُّعَاء أن يكون بالألفاظ الواردة والمشروعة.
(٢٤) المنة: القوة أيضًا.
(٢٥) سقط من: الأصل.
(٢٦) فى أ، ب، م: "على".

<<  <  ج: ص:  >  >>