للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٨٠ - مسألة؛ قال: (وَإِنْ قَالَ لَهَا: شَعْرُكِ أَوْ ظُفْرُكِ طَالِقٌ. لَمْ تَطْلُقْ)

لأنَّ الشَّعْرَ والظُّفرَ يَزُولانِ، ويَخرُجُ غيرُهما، فليس هما كالأعْضاءِ الثَّابتةِ. وبهذا قال أصْحابُ الرَّأْىِ. وقال مالكٌ، والشّافعىُّ: تَطْلُقُ بذلك. ونحوُه عن الحَسَنِ؛ لأنَّه جزءٌ يُسْتَبَاحُ بنكاحِها، فتَطْلُقُ بطلاقِه (١)، كالأُصْبُعِ. ولَنا، أنّه جزءٌ يَنْفَصِلُ عنها فى حالِ السَّلامةِ، فلم (٢) تَطْلُقْ بطَلاقِه، كالْحَمْلِ والرِّيقِ، فإنَّه لا خلافَ فيهما، وفارقَ الأُصْبُعَ، فإنَّها لا تَنْفَصِلُ فى حالِ السَّلامةِ (٣)، ولأنّ الشَّعْرَ لا رُوحَ فيه، ولا يَنْجُسُ بمَوْتِ الحيوانِ، ولا يَنْفُضُ الوُضُوءَ مَسُّه، فأشبَهَ العَرَقَ والرِّيقَ واللَّبَنَ، ولأنَّ الحَمْلَ مُتَّصِلٌ بها، وإنَّما لم تَطْلُقْ بطَلاقِه؛ لأنَّ مآله إلى الانْفِصالِ، وهذه كذلك، والسِّنُّ فى معناهما؛ لأنَّها (٤) تَزُولُ مِن الصَّغيرِ، ويخْلُفُ (٥) غيرُها، وتَنقَلِعُ مِن الكبيرِ.

فصل: وإِنْ أضافَه إلى الرِّيق، والدَّمْعِ، والعَرَقِ، والحَمْلِ، لم تَطْلُقْ. لا نَعْلمُ فيه خلافًا؛ لأنَّ هذه ليست مِن جِسمْمِها، وإنَّما الرِّيقُ والدَّمْعُ والعَرَقُ فَضَلاتٌ تَخرُجُ مِن جسْمِها، فهو كلَبَنِها، والحَمْلُ مُودَعٌ فيها، قال اللَّه تعالى: {وَهُوَ الَّذِى أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} (٦). قيل: مُسْتَوْدَعٌ فى بطنِ الأُمِّ. وإن أضافَه إلى الزَّوجِ، فقال أبو بكرٍ: لا يَخْتَلِفُ قولُ أحمدَ فى الطَّلاقِ والْعَتَاقِ والظِّهارِ والحَرَامِ، أَنَّ هذه الأشياءَ لا تَقعُ إذا ذَكَرَ أربعةَ أشياءَ؛ الشَّعْرَ والسِّنَّ والظُّفْر والرُّوح. جرَّدَ القولَ عنه (٧) مُهَنَّا (٨) بنُ يحيى، والفَضْلُ بنُ زيادٍ القَطَّانُ، فبذلك أقولُ. ووَجْهُه أَنَّ الرُّوحَ ليستْ عُضوًا، ولا شيئًا يُسْتَمْتَعُ به.


(١) فى م: "به".
(٢) فى ب: "فلا".
(٣) فى الأصل: "سلامة".
(٤) فى ب: "ولأنها".
(٥) فى الأصل، م: "ويختلف".
(٦) سورة الأنعام ٩٨.
(٧) فى م: "عنها".
(٨) فى م: "منها".

<<  <  ج: ص:  >  >>