للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}.

فصل: ويُسْتَحَبُّ أنْ يُكَبِّرَ في طَرِيقِ العِيدِ، ويَجْهَرَ بالتَّكْبِيرِ. قال ابنُ أبي موسى: يُكَبِّرُ النَّاسُ في خُرُوجِهم من مَنازِلِهم لِصلاتَىِ العِيدَيْنِ جَهْرًا، حتى يَأْتِىَ الإِمامُ المُصَلَّى، ويُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِ الإِمامِ في خُطْبَتِه، ويُنْصِتُونَ فيما سِوَى ذلك. قال سَعِيدٌ: حدَّثنا عبدُ العزيزِ بن محمدٍ، حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بن عمرَ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عمرَ، أنَّه كان إذا خَرَجَ من بَيْتِه إلى العِيدِ كَبَّرَ حتى يَأْتِىَ المُصَلَّى (٤). وَرُوِىَ ذلك عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ، وعبدِ الرحمنِ ابن أبي لَيْلَى، واخْتُلِف فيه عن إبراهيمَ.

فصل: قال القاضي: التَّكْبِيرُ في الأضْحَى مُطْلَقٌ ومُقَيَّدٌ؛ فالمُقَيَّدُ عَقِيبَ الصَّلَوَاتِ. والمُطْلَقُ في كلِّ حالٍ في الأسْواقِ، وفى كلِّ زَمانٍ. وأما الفِطْرُ فَمَسْنُونُه مُطْلَقٌ غيرُ مُقَيَّدٍ، على ظاهِرِ كلامِ أحمدَ. وهو ظاهِرُ كلامِ الْخِرَقِىِّ. وقال أبو الخَطَّابِ: يُكَبَّرُ من غُرُوبِ الشَّمْسِ مِن لَيْلَةِ الفِطْرِ إلى خُرُوجِ الإِمامِ إلى الصلاةِ، في إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ. وهو قَوْلُ الشَّافِعِىِّ. وفى الأُخْرَى إلى فَرَاغِ الإِمامِ مِن الصلاةِ.

٢٩٩ - مسألة؛ قال: (فإذا أَصْبَحُوا تَطَهَّرُوا)

وجُمْلَتُه أنَّه يُسْتَحَبُّ أن يَتَطَهَّرَ بالغُسْلِ لِلْعِيدِ، وكان ابنُ عمرَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الفِطْرِ، وَرُوِىَ ذلك عن عليٍّ، رَضِىَ اللَّه عنه، وبه قال عَلْقَمَةُ، وعُرْوَةُ، وعَطاءٌ، والنَّخَعِىُّ، والشَّعْبِىُّ، وقَتَادَةُ، وأبو الزِّنَادِ، ومَالِكٌ، والشَّافِعِىُّ، وابنُ المُنْذِرِ؛ لما رَوَى ابنُ عَبَّاسٍ، والْفَاكِهُ بنُ سَعْدٍ (١)، أنَّ رسولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يَغْتَسِلُ


(٤) انظر ما يأتى في صفحة ٢٦٣ عن ابن عمر.
(١) الفاكه بن سعد بن جبير الأنصاري الأوسى الصحابى، شهد صفين مع على، وقتل بها. أسد الغابة ٤/ ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>