للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التِّرْمِذِيُّ (٧): هذا حَديثٌ حسَنٌ. ورَوَى الخَلَّالُ، بإِسْنادِه عَنْ الحَسَن، قال: قال رسولُ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِه، مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ مِنْ عَمَلٍ أفْضَلُ مِنْ جِهَادٍ في سَبِيلِ اللهِ، أو حَجَّةٍ مَبْرورَةٍ، لَا رَفَثَ فِيهَا ولا فُسوقَ ولَا جِدَالَ". ولأنَّ الجِهادَ بَذْلُ المُهْجَةِ والمالِ، ونَفْعُه يَعُمُّ المسلمين كُلَّهم، صغيرَهم وكبيرَهم، قَوِيَّهم وضَعِيفَهم، ذكَرَهم وأُنْثَاهُم، وغيرُه لا يُساوِيه في نفْعِه وخطَرِه، فلا يُساوِيه في فضْلِه وأجْرِه.

١٦٢١ - مسألة؛ قال: (وغَزْوُ البَحْرِ أفضل مِنْ غَزْوِ الْبَرِّ)

وجُمْلَتُه أنَّ الغزْوَ في البَحْرِ مشروعٌ، وفضلُه كثيرٌ. قال أنَسُ بن مالِكٍ: نامَ رسولُ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم اسْتَيْقَظَ وهو يضْحَك، قالت أمُّ حَرامٍ فقُلْتُ: ما يُضْحِكُكَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: "نَاسٌ مِنْ أُمَّتِى عُرِضُوا عَلَىَّ، غُزَاةٌ في سبِيلِ اللهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ (١) هذَا الْبَحْرِ، مُلُوكًا (٢) عَلَى الْأَسِرَّةِ، أوْ مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الأسِرَّةِ". مُتَّفَقٌ عليه (٣). قال ابنُ


(٧) في: باب ما جاء أي الناس خير، من أبواب فضائل الجهاد. عارضة الأحوذي ٧/ ١٥٥.
كما أخرجه النسائي، في: باب من يسأل بالله عز وجل ولا يعطى به، وكتاب الزكاة. المجتبى ٥/ ٦٢. والدارمي، في: باب أفضل الناس رجل ممسك برأس فرسه في سبيل اللَّه، من كتاب الجهاد. سنن الدارمي ٢/ ٢٠١، ٢٠٢. والإِمام أحمد، في: المسند ١/ ٢٢٦، ٣١١.
(١) ثبج البحر: وسطه ومعظمه.
(٢) في أ: "ملوك".
(٣) أخرجه البخاري، في: باب الدعاء بالجهاد والشهادة. . ., من كتاب الجهاد، وفي: باب من زار قوما فقال عندهم، من كتاب الاستئذان، وفي: باب الرؤيا بالنهار، من كتاب التعبير. صحيح البخاري ٤/ ١٩، ٨/ ٧٨، ٩/ ٤٣، ٤٤. ومسلم، في: باب فضل الغزو في البحر، من كتاب الإِمارة. صحيح مسلم ٣/ ١٥١٨، ١٥١٩.
كما أخرجه أبو داود، في: باب فضل الغزو في البحر، من كتاب الجهاد. سنن أبي داود ٢/ ٦. والترمذي، في: باب ما جاء في غزو البحر، من أبواب فضائل الجهاد. عارضة الأحوذي ٧/ ١٤٦، ١٤٧. والنسائي، في: باب فضل الجهاد في البحر، من كتاب الجهاد. المجتبى ٦/ ٣٤، ٣٥. وابن ماجه، في: باب فضل غزو البحر، من كتاب الجهاد. سنن ابن ماجه ٢/ ٩٢٧. والدارمي، في: باب فضل غزاة البحر، من كتاب الجهاد. سنن الدارمي ٢/ ٤٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>