للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا لا خِلافَ (٨) فيه. ويُسْتَحَبُّ أَنْ يَحْضُرَ ذَبْحَها؛ لأنَّ فى حديثِ ابنِ عَبّاسٍ الطويلِ: "واحْضُرُوهَا إِذَا ذَبَحْتُمْ، فَإنَّهُ يُغْفَرُ لَكُمْ عِنْدَ أوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهَا". ورُوِىَ أن النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لفاطِمَةَ: "احْضُرِى أُضْحِيَتَكِ، يُغْفَرْ لَكِ بأَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهَا" (٩).

١٧٦٦ - مسألة؛ قال: (وَيقُولُ عِنْد الذَّبْح: بِسْمِ اللَّهِ، واللَّه أَكْبَرُ. وإِنْ نَسِىَ فَلَا يَضُرُّهُ)

ثَبَتَ أنّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا ذَبَحَ قال: "بِسْمِ اللَّهِ، واللَّهُ أَكْبَرُ" (١) وفى حديثِ أنَسٍ: وسَمَّى وكبَّرَ (١). وكذلك كان يقول ابنُ عمرَ. وبه يقولُ أصحابُ الرَّأْىِ، ولا نَعْلَمُ فى اسْتِحْبابِ هذا خِلافًا، ولا فى أَنَّ التَّسْمِيَةَ مُجْزِئَةٌ. وإِنْ نَسِىَ التَّسْمِيَةَ، أَجْزَأَه، على ما ذكرْنا فى الذَّبائحِ. وإِنْ زادَ فقال: اللهُمّ هذا مِنْكَ ولَكَ، اللهُمّ تَقَبَّلْ مِنِّى، أو مِنْ فلانٍ. فحَسَنٌ. وبه قال أكثرُ أهلِ العِلْمِ. وقال أبو حنيفةَ: يُكْرَه أَنْ يذْكُرَ اسمَ غيرِ اللَّه؛ لقولِ اللَّه تعالى: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} (٢). ولَنا، أنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أُتِىَ بكَبْشٍ (٣) لِيَذْبَحَه، فأَضْجَعَه، ثم قال: "اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ وأُمَّةِ محمّدٍ". ثُمّ ضَحَّى. روَاه مسلمٌ (٤). وفى حديثِ جابِرٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اللهُمّ مِنْكَ ولَكَ، عَنْ مُحَمَّدٍ وأُمَّتِهِ، بِسْمِ اللَّهِ، واللَّه أكْبَرُ". ثم ذَبَحَ (٥). وهذا نَصٌّ لا يُعَرَّجُ على خِلافِه.

١٧٦٧ - مسألة؛ قال: (ولَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ عِنْد الذَّبْحِ عمَّنْ؛ لأَنَّ النِّيَّةَ تُجْزِئُ)

لا أعلمُ خِلافًا فى أنّ النِّيَّةَ تُجْزِئُ، وإِنْ ذَكَرَ مَنْ يُضَحِّى عنه فحَسَنٌ، لما رَوَيْنَا من


(٨) فى م: "شك".
(٩) تقدم تخريجه، فى: ٥/ ٤٤٤.
(١) تقدم تخريجه، فى: ٥/ ٢٢٩، ٣٠٠.
(٢) سورة البقرة ١٧٣. وفى م: {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}. وهى الآية ٣ من سورة المائدة.
(٣) فى ب، م زيادة: "له".
(٤) تقدم تخريجه، فى: ٥/ ٣٠٠.
(٥) تقدم تخريجه، فى صفحة ٣٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>