للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرُوِىَ أنه اسْتَخْلَفَ أبا مَسْعُودٍ، فصَلَّى بهم في المَسْجِدِ.

فصل: وإن كان عُذْرٌ يَمْنَعُ الخُرُوجَ، من مَطرٍ، أو خَوْفٍ، أو غيرِه، صَلَّوْا في الجَامِعِ، كما رَوَى أبو هُرَيْرَةَ، أنَّه أصَابَهُم مَطَرٌ في يومِ عِيدٍ، فصلَّى بهم النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاةَ العِيد في المَسْجِدِ. رَوَاه أبو دَاوُدَ، وابنُ مَاجَه (٥).

فصل: يُسْتَحَبُّ التَّبْكِيرُ إلى العِيد بعدَ صلاةِ الصُّبْحِ إلَّا الإِمامَ؛ فإنَّه يَتَأَخَّر إلى وَقْتِ الصَّلَاة؛ لأنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يَفْعَلُ كذلك. قال أبو سَعِيدٍ: كان النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأَوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ (٦). ولأنَّ الإِمامَ يُنْتَظَرُ ولا يَنْتَظِرُ، ولو جاءَ إلى المُصَلَّى وقَعَدَ في مكانٍ مُسْتَتِرٍ عن النّاسِ، فلا بَأْسَ. قال مالِكٌ: مَضَتِ السُّنَّةُ أنْ يَخْرُجَ الإِمامُ من مَنْزِلِه قَدْرَ ما يَبْلُغُ مُصَلَّاهُ، وقد حَلَّتِ الصلاة، فأَمَّا غيرُه فَيُسْتَحَبُّ له التَّبْكِيرُ، والدُّنُوُّ من الإِمامِ. لِيَحْصُلَ له أجْرُ التَّبْكِيرِ، وانْتِظَارِ الصَّلَاةِ، والدُّنُوِّ من الإِمَامِ من غيرِ تَخَطِّى رِقَابِ النَّاسِ، ولا أَذَى أَحَدٍ. قال عَطَاءُ بن السَّائِبِ: كان عَبدُ الرحمنِ بن أبي لَيْلَى، وعبدُ اللهِ بن مَعْقِلٍ (٧) يُصَلِّيَانِ الفَجْرَ يَوْمَ العِيد، وعليهما ثِيابُهما، ثم يَتَدَافَعانِ إلى الجَبَّانَةِ، أحَدُهُما يُكَبِّرُ، والآخَرُ يُهَلِّلُ، وَرُوِىُ عن ابنِ عمرَ: أنَّه كان لا يَخْرُجُ حتى تَخْرُجَ الشَّمْسُ.


(٥) أخرجه أبو داود، في: باب يصلى بالناس العيد في المسجد إذا كان يوم مطر، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود ١/ ٢٦٤. وابن ماجه، في: باب ما جاء في صلاة العيد في المسجد إذا كان مطر، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٤١٦.
(٦) في: أول كتاب العيدين. صحيح مسلم ٢/ ٦٠٥. كما أخرجه البخاري، في: باب الخروج إلى المصلى بغير منبر، من كتاب العيدين. صحيح البخاري ٢/ ٢٢. والنسائي، في: باب استقبال الإِمام الناس بوجهه في الخطبة، من كتاب العيدين. المجتبى ٣/ ١٥٣. وابن ماجه، في: باب ما جاء في الخطبة في العيدين، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٤٠٩.
(٧) أبو الوليد عبد اللَّه بن معقل بن مقرن المزني الكوفى، ثقة من خيار التابعين، توفى سنة بضع وثمانين بالبصرة. تهذيب التهذيب ٦/ ٤٠، ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>