للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: وإن أَوْصَى لِبَناتِ فُلَانٍ، دَخَلَ فيه الإِناثُ دون غَيْرِهِنَّ. لا نَعْلَمُ فيه خِلَافًا، ولا يَدْخُلُ فيهنَّ الخُنْثَى المُشْكِلُ؛ لأنا (٩) لا نَعْلَمُ كَوْنَه أُنْثَى.

فصل: وإن أَوصَى لِوَلَدِ فُلَانٍ، أو لِبَنِى فُلانٍ. ولم يكونُوا قَبِيلَةً، فهو لِوَلَدِه لِصُلْبِه، وأمَّا أوْلادُ أَولادِه، فإن كانتْ قَرِينَةٌ تَدُلُ على دُخُولِهِم، مثل أن يُوصِىَ لِوَلَدِ فُلانٍ وليس له إلَّا أَولَادُ أَولادِه، أو قال: ولا يُعْطى وَلَدُ البَناتِ شَيْئًا. أوقال: إلَّا وَلَدَ فُلانٍ. أو فَضِّلُوا وَلَدَ فُلانٍ على غيرِهِم. ونحو ذلك، دَخَلُوا؛ لأنَّ اللَّفْظَ يَحْتَمِلُهُم، والقَرِينَةَ صارِفةٌ له إليهم، فصارَ كالتَّصْرِيحِ بهم. وإن دَلَّتِ القَرِينةُ على إخْرَاجِهِم، فلا شىءَ لهم. وإن انْتَفَتِ القَرَائِنُ، لم يَدْخُلُوا في الوَصِيَّةِ؛ لأنَّ اسْمَ الوَلَدِ حَقِيقَةً عِبَارَةٌ عن وَلَدِ الصُّلْبِ. فإن قِيل: فقد دَخَلُوا في قولِ اللَّه تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}. قُلْنا: إنما دَخَلُوا فيه إذا لم يكُنْ ثَمَّ ابْنٌ من وَلَدِ الصُّلْبِ، ودَخَلُوا مع الإِنَاثِ على أنَّهم إنَّما يَرِثُونَ ما فَضَلَ عن البَناتِ، على ما ذُكِرَ تَفْصِيلُه في الفَرَائضِ، ولا يُمْكِنُ ذلك ههُنا، فانْتَفَى دُخُولُهم. ويَحْتَمِلُ أن يَدْخُلَ وَلَدُ البَنِينَ في الوَصِيَّةِ، إذا لم تكُنْ قَرِينَةٌ تُخْرِجُهُم؛ لأنَّهم دَخَلُوا في اسْمِ الوَلَدِ في كلِّ مَوْضِعٍ ذَكَرَه اللهُ تعالى، من الإِرْثِ والحَجْبِ وغيرِه.

فصل: وإن وَصَّى لِوَلَدِ فُلانٍ، أو بَنِى فُلانٍ، وهم قَبِيلَةٌ، كبَنِى هاشِمٍ وبَنِى تَمِيمٍ، دَخَلَ فيهم الذَّكَرُ والأُنْثَى والخُنْثَى، ويَدْخُلُ وَلَدُ الرَّجُلِ معه، ولا يَدْخُلُ فيه وَلَدُ بَناتِهِم؛ لأنَّ ذلك اسْمٌ لِلْقَبِيلةِ ذَكَرِها وأُنْثاها، قال اللهُ تعالى: {يَا بَنِى آدَمَ} (١٠). {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ} (١١). يُرِيدُ الجَمِيعَ. وقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ} (١٢). ورُوِى أن جَوَارِىَ من الأَنْصارِ قُلْنَ:


(٩) في الأصل، أ: "لأنه".
(١٠) سورة الأعراف ٢٦، ٢٧، ٣١، ٣٥.
(١١) سورة الإسراء ٧٠.
(١٢) سورة الجاثية ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>