للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَحْنُ جَوَارٍ مِنْ بَنِى النَّجَارِ ... يا حَبَّذَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَارِ (١٣)

ويقال: امْرَأةٌ من بَنِى هاشِمٍ، ولا يَدْخُلُ وَلَدُ البَناتِ فيهم؛ لأنَّهم لا يَنْتَسِبُونَ إلى القَبِيلَةِ.

فصل: وإن أَوْصَى لأَخَوَاتِه، فهو للإِنَاثِ خاصّةً، وإن أَوْصَى لإِخْوَتِه، دَخَلَ فيه الذَّكَرُ والأُنْثَى جَمِيعًا؛ لأنَّ اللهَ تعالى قال: {وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً} (١٤). وقال: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ} (١٥). وأجْمَعَ العُلَماءُ على حَجْبِها بالذَّكَرِ والأُنْثَى. وإن قال: لِعُمُومَتِه. فالظاهِرُ أنَّهُ مثلُ الإِخْوَةِ، يَشْمَلُ الذَّكَرَ والأُنْثَى؛ لأنَّهم إخْوَةُ أَبِيه. وإن قال: لِبَنِى إخْوَتِه. أو لِبَنِى عَمِّه. فهو لِلذُّكُورِ دون الإِنَاثِ، إذا لم يكونُوا قَبِيلَةً. والفَرْقُ بينهما أنَّ الإِخْوَةَ والعُمُومَةَ ليس لهما لَفْظٌ مَوْضُوعٌ يَشْمَلُ الذَّكَرَ والأُنْثَى سِوَى هذا اللَّفْظِ، وبَنُو الإِخْوَةِ والعَمِّ لهم لَفْظٌ يَشْمَلُ الجَمِيعَ وهو لَفْظُ الأَوْلادِ، فإذا عَدَلَ عن اللَّفْظِ العامِّ إلى لَفْظِ البَنِينَ، دَلَّ على إرَادَةِ الذُّكُورِ، ولأنَّ لَفْظَ العُمُومَةِ أشْبَهُ بلَفْظِ الإِخْوَةِ، ولَفْظُ بَنِى الإِخْوَةِ والعَمِّ يُشْبِهُ بَنِى فُلانٍ، وقد دَلَّلْنَا عليهما. والحُكْمُ في تَنَاوُلِ اللَّفْظِ لِلْبَعِيدِ من العُمُومةِ وبَنِى العَمِّ والإِخْوَة، حُكْمُ ما ذَكَرْنا في وَلَدِ الوَلَدِ، مع القَرِينَةِ وعَدَمِها.

فصل: وألْفاظُ الجُمُوعِ على أرْبَعةِ أَضْرُبٍ؛ أحدها، ما يَشْمَلُ الذَّكَرَ والأُنْثَى بِوَضْعِه، كالأَوْلادِ والذُّرِّيَّةِ والعَالَمِينَ وشِبْهِه. والثانى، مَوْضُوعٌ لِلذُّكُورِ ويَدْخُلُ فيه الإِنَاثُ إذا اجْتَمَعُوا، [كلَفظِ المسلمين] (١٦) والمؤمنِينَ والقانِتِينَ والصَّابِرِينَ والصّادِقِينَ والذِّمِّيِّينَ والمُشْرِكِينَ والفاسِقِينَ ونحوه، وكذلك ضَمِيرُ المُذَكّرِ،


(١٣) انظر: سبل الهدى والرشاد ٣/ ٣٩٠.
(١٤) سورة النساء ١٧٦.
(١٥) سورة النساء ١١.
(١٦) في أ: "كالمسلمين".

<<  <  ج: ص:  >  >>