للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُطَالبَ بِرَدِّها زَائِدَةً، فلا يَرُدُّهَا؛ لأنَّه رَدَّ العَيْنَ كما أخَذَها، فلم يَضْمَنْ نَقْصَ قِيمَتِها، كَنَقْصِ سِعْرِهَا. ولَنا، أنَّها زِيَادَةٌ في نَفْسِ المَغْصُوبِ، فلَزِمَ الغَاصِبَ ضَمَانُها، كما لو طَالَبَهُ بِرَدِّها فلم يَفْعَلْ. وفارَقَ زِيَادَةَ السِّعْرِ، فإنَّها (١) لو كانت مَوجُودَةً حالَ الغَصْبِ، لم يَضْمَنْها، والصِّنَاعَةُ إن لم تَكُنْ مِن عَيْنِ المَغْصُوبِ، فهى صِفَةٌ فيه، ولذلك يَضْمَنُها إذا طُولِبَ بِرَدِّ العَيْنِ [وهى مَوْجُودَةٌ فلم يَرُدَّها] (٢)، وأَجْرَيْنَاهَا هي والتَّعَلُمَ مُجْرَى السِّمَنِ الذي هو عَيْنٌ؛ لأنَّها صِفَةٌ تَتْبَعُ العَيْنَ، وأَجْرَيْنَا الزِّيَادَةَ الحادِثَةَ في يَدِ الغاصِبِ مُجْرَى الزِّيَادَةِ المَوْجُودَةِ حالَ الغَصْبِ؛ لأنَّها زِيَادَةٌ في العَيْنِ المَمْلُوكَةِ لِلْمَغْصُوبِ منه، فتكونُ مَمْلُوكَةً له أيضًا؛ لأنَّها تَابِعَةٌ لِلْعَيْنِ. فأمَّا إن غَصَبَ العَيْنَ سَمِينَةً، أو ذَاتَ صِنَاعَةٍ، أو تَعَلَّم القُرْآن ونحوه، فهَزَلَتْ ونَسِيَتْ فنَقَصَتْ قِيمَتُها، فعليه ضَمَانُ نَقْصِها. لا نَعْلَمُ فيه خِلَافًا؛ لأنَّها نَقَصَتْ عن حال غَصْبِها نَقْصًا أَثَّرَ في قِيمَتِها، فوَجَبَ ضَمانُه (٣)، كما لو أَذهَبَ عُضْوًا من أعْضَائِها.

فصل: إذا غَصَبَها وقِيمَتُها مائةٌ فسَمِنَتْ، فبَلَغَتْ قِيمَتُها أَلْفًا، ثم تَعَلَّمَتْ صِنَاعَةً، [فبَلَغَتْ أَلْفَيْنِ، ثم هَزَلَتْ ونَسِيَتْ، فعَادَتْ قِيمَتُها إلى مائةٍ، رَدَّها ورَدَّ أَلْفًا وتِسْعَمائة. وإن بَلَغَتْ بالسِّمَنِ أَلْفًا] (٤)، ثم هَزَلَتْ فبَلَغَتْ مائةً، ثم تَعَلَّمَتْ فبَلَغَتْ أَلْفًا، ثم نَسِيَتْ فعَادَتْ إلى مائةٍ، رَدَّها ورَدَّ أَلْفًا وثَمَانِمائة؛ لأنَّها نَقَصَتْ بالهُزَالِ تِسْعَمائة، وبالنِّسْيَانِ تِسْعَمائة. وإن سَمِنَتْ فبَلَغَتْ أَلْفًا، ثم هَزَلَتْ فعادَتْ إلى مائةٍ، ثم تَعَلَّمَتْ فعادَتْ إلى أَلْفٍ، رَدَّها وتِسْعَمائة؛ لأنَّ زَوَالَ الزِّيَادَةِ الأُولَى أَوْجَبَ الضَّمَانَ، ثم حَدَثَتْ زِيَادَةٌ أُخْرَى مِن وَجْهٍ آخَرَ على مِلْكِ المَغْصُوبِ منه، فلا يَنْجَبِرُ مِلْكُ الإِنْسَانِ بمِلْكِه. وأمَّا إذا بَلَغَتْ بالسِّمَنِ أَلْفًا، ثم هَزَلَتْ فعَادَتْ إلى مائةٍ، ثم


(١) في الأصل: "لأنها".
(٢) سقط من: الأصل.
(٣) في ب، م: "ضمانها".
(٤) مكان هذا في الأصل: "فتلفت العين".

<<  <  ج: ص:  >  >>