للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَواه النَّسائىُّ، وَغيرُه (٤)، وروَاه ابنُ عَبدِ البرِّ، وقال: كِتابُ عَمْرو بن حَزمٍ مَعْروفٌ عندَ الفُقَهاءِ، وما فيه مُتَّفَقٌ عليه (٥) إلَّا قَلِيلا.

فصل: ومَا في الإِنْسانِ منْهُ أربعةُ أشياءَ، ففيها الدِّيَةُ، وفى كُلِّ واحدٍ منها رُبْعُ الدِّيَةِ، وهو أجْفانُ العَيْنَيْنِ وأهْدابُها. وما فيه منْه عشَرةٌ؛ ففيها الدِّيَةُ، وفى كلِّ وَاحدٍ منها عُشْرُها، وهى أصَابِعُ الْيدَيْنِ وأصابعُ الرِّجْليْنِ. وما فيه منه ثلاثةٌ (٦)، ففيها الدِّيَةُ, وفى الْواحِدِ منها (٧) ثُلُثها. وهو المَنْخَرانِ، والْحاجِزُ بَيْنَهما. وعنه، في المَنْخَرَيْنِ الدِّيَةُ، وفى الحاجِزِ حُكُومةٌ؛ لأنَّ المَنْخَريْنِ شَيْئانِ مِنَ جِنْسٍ، فكان فيهما الدِّيَةُ، كالشَّفَتيْنِ. وليس في البَدنِ شيءٌ مِنْ جِنْسٍ يَزِيدُ على الدِّيَةِ إلَّا الأسْنانُ، فإنَّ في كُلِّ سِنٍّ خَمسًا مِنَ الإِبلِ، فتزيدُ (٨) على الدِّيَةِ. وقد رُوِىَ أنَّه ليس فيها إلَّا الدِّيَةُ، قياسًا على سائرِ ما في البَدنِ. والصَّحيحُ الأوَّلُ؛ لأنَّ الخبرَ عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَرَدَ بإيجابِ خَمْسٍ في كلِّ سِنٍّ (٤)، فيجِبُ العمَلُ به، وإنْ خَالفَ القياسَ.

١٤٨٣ - مسألة؛ قال: (وَفِى الْعَيْنَيْنِ الدِّيَةُ)

أجْمعَ أهلُ العلمِ على أنَّ في العَيْنينِ، إذا أُصيبَتا خَطأً، الدِّيَةَ، وفى العَيْنِ الواحدةِ نصْفُها؛ لقولِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَفِى الْعَيْنَيْنِ الدِّيَةُ" (١). ولأنَّه ليس في الْجسَد منهُما إلَّا شيئانِ، ففيهما الدِّيَةُ، وفى إحْداهما نِصْفُها، كسائرِ الأعْضاءِ التي كذلك. ورُوِىَ عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنَّهُ قالَ: "وَفِى الْعَيْنِ الْوَاحِدَةِ خَمْسُونَ مِنَ الْإِبِلِ". رَواه مَالكٌ، في


(٤) تقدم تخريجه في صفحة ٥.
(٥) في م زيادة: "عند العلماء".
(٦) في م زيادة: "أشياء".
(٧) سقط من: م.
(٨) في الأصل: "وتزيد".
(١) تقدم تخريجه في صفحة ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>