للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عائشةَ (١١): أنّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كانَ يفتَرِشُ رِجْلَهُ اليُسْرَى، ويَنْصِبُ اليُمْنَى، ويَنْهَى عَن عُقْبَةِ الشَّيْطانِ (١٢). وهذهِ الأحاديثُ أكْثَرُ وَأصَحُّ، فتكونُ أوْلَى. وأمَّا ابنُ عمرَ، فإنَّه كان يَفْعَلُ ذلك لكِبَرِه، ويقولُ: لا تَقْتَدُوا بى.

١٦٧ - مسألة؛ قالَ: (ويَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِى رَبِّ اغْفِرْ لِى)

المُسْتَحَبُّ عند أبي عبدِ اللهِ أنْ يقولَ بين السجدتين: رَبِّ اغْفِرْ لي، رَبِّ اغفر لِى. يُكَرِّرُ ذلكَ مِرَارًا، والواجبُ منهُ مَرَّةٌ، وأدنَى الكمالِ ثَلَاثٌ، والكمالُ منهُ مثلُ الكمالِ في تَسْبِيحِ الرُّكوعِ والسُّجودِ، على ما مَضَى مِن اختلافِ الرِّوَايَتَيْنِ، واختلَافُ أهلِ العِلْمِ مثلُ ما ذَكَرْنَا في تَسْبيحِ الرُّكوعِ والسُّجودِ. والأصلُ في هذا ما رَوَى حُذَيْفَة، أنَّه صلَّى مع النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكان يقولُ بينَ السجدتين: "رَبِّ اغْفِرْ لِى، رَبِّ اغْفِرْ لِى". احْتَجَّ به أحمدُ، رَوَاهُ النسائِىُّ، وابن ماجه (١). ورُوِىَ عن ابْنِ عباسٍ أنَّه قالَ: كانَ رسولُ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقولُ بينَ السجدتينِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى، وَارْحَمْنِى، وَاهْدِنِى، وعَافِنِى؛ وَارْزُقْنى". رَوَاهُ أبو داوُد، وابن ماجه (٢)، إلَّا أنَّه قالَ: في صَلَاةِ اللَّيْلِ. وإنْ قالَ: رَبِّ اغفِرْ لنا. أو: اللَّهُمَّ اغفرْ لنا، مكانَ: رَبِّ اغفر لي. جازَ.

١٦٨ - مسألة؛ قَالَ: (ثُمَّ يُكَبِّرُ، وَيَخِرُّ سَاجِدًا)

وجُمْلَتُهُ أنَّه إذا فَرَغَ من الجَلْسَةِ بين السجدتينِ، سجدَ سجدةً أخرى على


(١١) تقدم تخريجه في صفحة ١٤٢.
(١٢) عقبة الشيطان: هو الإقعاء المنهى عنه.
(١) أخرجه النسائي، في: باب ما يقول في قيامه ذلك، وباب الدعاء بين السجدتين، من كتاب التطبيق. المجتبى ٢/ ١٥٧، ١٨٣. وابن ماجه، في: باب ما يقول بين السجدتين، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٢٨٩. كما أخرجه الدارمي، في: باب ما يقول بين السجدتين، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي ١/ ٣٠٣، ٣٠٤.
(٢) أخرجه أبو داود، في: باب الدعاء بين السجدتين، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود ١/ ١٩٦. وابن ماجه، في: باب ما يقول بين السجدتين، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>