كتاب المغني لابن قدامة - ت التركي

٦٠٣ - مسألة؛ قال: (وكذلك شجره ونباته، إلا الإذخر، وما زرعه الإنسان) - فصل - ج: 5 - ص: 190

كان فى الحِلِّ أو فى الحَرَمِ، تَغْلِيبًا لِحُرْمَةِ الحَرَمِ، كما لو وَقَفَ صَيْدٌ، بعضُ قَوَائِمِه فى الحِلِّ، وبَعْضُها فى الحَرَمِ.

فصل: ويَحْرُمُ صَيْدُ المَدِينَةِ وشَجَرُها وحَشِيشُها. وبهذا قال مَالِكٌ، والشَّافِعِىُّ. وقال أبو حنيفةَ: لا يَحْرُمُ؛ لأنَّه لو كان مُحَرَّمًا لَبَيَّنَهُ النَّبِىُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيَانًا عَامًّا، ولَوَجَبَ فيه الجَزاءُ، كصَيْدِ الحَرَمِ. ولَنا، ما رَوَى علىٌّ، رَضِىَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبِىَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "المَدِينَةُ حَرَمٌ، مَا بَيْنَ ثَوْرٍ إلَى عَيْرٍ" (١٧). مُتَّفَقٌ عليه (١٨). ورَوَى تَحْرِيمَ المَدِينَةِ أبو هُرَيْرَةَ، ورَافِعٌ، وعبدُ اللهِ بن زيْدٍ. مُتَّفَقٌ على أحَادِيثِهم (١٩). ورَوَاهُ مُسْلِمٌ (٢٠)، عن سَعْدٍ، وجابِرٍ، وأَنَسٍ، وهذا يَدُلُّ على تَعْمِيمِ البَيانِ، وليس هو فى الدَّرَجَةِ دُونَ أخْبَارِ تَحْرِيمِ الحَرَمِ، وقد قَبلُوهُ

---

(١٧) قال القاضى عياض: قال مصعب بن الزبير وغيره: ليس بالمدينة عير ولا ثور، قالوا: وإنَّما ثور بمكة. قال: وقال الزُّبَيْر: عبر جبل بناحية المدينة. قال القاضي: أكثر الرواة فى كتاب البخارى ذكروا عيرا، وأما ثور فمنهم من كنى عنه بكذا، ومنهم من ترك مكانه بياضًا؛ لأنهم اعتقدوا ذكر ثور هنا خطأ. شرح النووى على صحيح مسلم ٩/ ١٤٣.
وفى عَوْن المعبود ٢/ ١٦٦، ١٦٧، عن صاحب القاموس: ثور جبل بمكة وجبل بالمدينة. انظره مع ما يأتي من كلام المؤلف فى الفصل التالى.
(١٨) أخرجه البخارى، فى: باب حرم المدينة، من كتاب المحصر وجزاء الصيد، وفى: باب إثم، من عاهد ثمَّ غدر. . .، من كتاب الجزية. صحيح البخارى ٣/ ٢٦، ٤/ ١٢٤، ١٢٥. ومسلم، فى: باب فضل المدينة. . .، من كتاب الحجّ. صحيح مسلم ٢/ ٩٩٤، ٩٩٥.
كما أخرجه أبو داود، فى: باب تحريم المدينة، من كتاب المناسك. سنن أبي داود ١/ ٤٦٩. والإِمام أحمد، فى: المسند ٢/ ٣٩٨، ٥٢٦. والبيهقى، فى: باب ما جاء فى حرم المدينة، من كتاب الحجّ. السنن الكبرى ٥/ ١٩٦.
(١٩) يأتى تخريج حديث أبي هريرة في الفصل التالى.
أمَّا حديث رافع فقد أخرجه مسلم، فى: باب فضل المدينة، من كتاب الحجّ. صحيح مسلم ٢/ ٩٩١، ٩٩٢. ولم يخرجه البخارى.
وحديث عبد اللَّه بن زيد أخرجه البخارى، فى: باب برَكَة صاع النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومده، من كتاب البيوع. صحيح البخارى ٣/ ٨٨. ومسلم، فى: باب فضل المدينة، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٩٩١.
(٢٠) فى: باب فضل المدينة، من كتاب الحجّ. صحيح مسلم ٢/ ٩٩٢ - ٩٩٤.