للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن ذَكَرَ بَعْضَه كان تَأْكِيدًا ولَزِمَهُ. وأَوْصَافُ الخَيْلِ، كأَوْصَافِ الإِبِلِ. وأمَّا البِغَالُ والحَمِيرُ، فلا نِتاجَ لها، فيَجْعَلُ مَكانَ ذلك نِسْبَتَها إلى بَلَدِها. وأَمَّا البَقَرُ والغَنَمُ، فإن عُرِفَ لها نِتَاجٌ، فهى كالإِبِلِ، وإلَّا فهى كالحُمُرِ، ولا بدَّ من ذِكْرِ النَّوْعِ في هذه الحَيَوانَاتِ، فيقولُ في الإِبِلِ: بُخْتِيَّةٌ أو عِرَابِيَّةٌ، وفى الخَيْلِ، عَرَبِيَّةٌ أو هَجِينٌ أو بِرْذَوْنٌ (٤٤). وفى الغَنَمِ، ضَأْنٌ أو مَعْزٌ، إلَّا الحُمُرَ والبِغَالَ، فلا نَوْعَ فيهما.

فصل: ويَذْكُرُ في اللَّحْمِ السِّنَّ، والذُّكُورِيَّةَ، والأُنُوثِيَّةَ، والسِّمَنَ والهُزَالَ، وَرَاعِيًا أو مَعْلُوفًا، ونَوْعَ الحَيَوانِ، ومَوْضِعَ اللَّحْمِ منه. ويَزِيدُ في الذِّكْرِ، فَحْلًا أو خَصِيًّا. وإن كان من صَيْدٍ، لم يَحْتَجْ إلى ذِكْرِ العَلَفِ والخِصَاءِ. ويَذْكُرُ الآلَةَ التي يُصَادُ بِها، من جارِحَةٍ أو أُحْبُولَةٍ. وفي الجارِحَةِ يَذْكُرُ صَيْدَ فَهْدٍ، أو كَلْبٍ، أو صَقْرٍ، فإنَّ الأُحْبُولَةَ يُؤْخَذُ الصَّيْدُ (٤٥) منها سَلِيمًا. وصَيْدُ الكَلْبِ خَيْرٌ من صَيْدِ الفَهْدِ؛ لِكَوْنِ الكَلْبِ أَطْيَبَ الحَيَوانِ نَكْهَةً. قيل: [هو أَطْيَبُ الحيوانِ نَكْهَةً] (٤٦)؛ لكونِه مَفْتُوحَ الفَمِ في أكْثَرِ الأوْقَاتِ، والصَّحِيحُ إن شاءَ اللَّه تعالى، أنَّ هذا ليس بِشَرْطٍ؛ لأنَّ التَّفَاوُتَ فيه يَسِيرٌ، ولا يَكادُ الثَّمَنُ يَتَبايَنُ بِاخْتِلَافِه، ولا يَعْرِفُه إلَّا القَلِيلُ من النَّاسِ. وإذا لم يَحْتَجْ في الرَّقِيقِ إلى ذِكْرِ [الْبَكارَةِ والثُّيُوبةِ] (٤٧)، والسِّمَنِ، والهُزالِ، وأَشْباهِها مِمَّا يَتَبَايَنُ بها الثَّمَنُ وتَختَلِفُ الرَّغَباتُ بها، ويَعْرِفُها الناسُ، فهذا أوْلَى. ويَلْزَمُ قَبُولُ اللَّحْمِ بِعِظامِه؛ لأنَّه هكذا يُقْطَعُ، فهو كالنَّوَى في التَّمرِ، وإن كان السَّلَمُ في لَحْمِ طَيْرٍ، لم يَحْتَجْ إلى ذِكْرِ الذُّكُورِيَّةِ والأُنُوثِيَّةِ، إلَّا أن يَخْتَلِفَ بذلك، كَلَحْمِ الدَّجاجِ، ولا إلى ذِكْرِ مَوْضِعِ اللَّحْمِ، إلَّا أن يكونَ كَثِيرًا يَأْخُذُ منه بعضَه، ولا يَلْزَمُه قَبُولُ الرَّأْسِ والسَّاقَيْنِ؛ لأنَّه لا لَحْمَ عليها. وفى السَّمَكِ يَذْكُرُ النَّوْعَ؛ بَرَدِيٌّ (٤٨) أو غيرُه، والكِبَرَ


(٤٤) وهو المولد من الخيل والبغال، عظيم الخلقة، غليظ الأعضاء، قوى الأرجل.
(٤٥) سقط من: أ.
(٤٦) سقط من: م.
(٤٧) سقط من: الأصل، أ.
(٤٨) البردى: نسبة إلى نهر بردى، نهر دمشق الأعظم.

<<  <  ج: ص:  >  >>