للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلُّ واحدةٍ طلقةً، وعلى قولِهِما يَطْلُقْنَ ثلاثًا ثلاثًا. وإن قال: أوْقَعْتُ بينَكُنَّ خمسَ طَلقاتٍ (١٨). وقعَ بكلِّ واحدةٍ طَلْقتانِ. كذلك قال الحسنُ، وقَتادَةُ، والشَّافعىُّ، وأبو ثورٍ، وأصحابُ الرَّأْىِ؛ لأنَّ نصيبَ كلِّ واحدةٍ طَلْقة ورُبعٌ، ثم تُكَمَّلُ. وكذلك إنْ قال: ستًّا، أو سبعًا، أو ثمانيًا. وإن قال: أوْقَعْتُ بينكُنَّ تسعًا. طَلُقْنَ ثلاثًا ثلاثًا.

فصل: فإن قال: أوْقَعْتُ بينَكُنَّ طَلْقةً وطَلْقةً (١٩) وطلقةً. وقعَ بكلِّ واحدةٍ مِنهنَّ ثلاثٌ؛ لأنَّه لمَّا عطَفَ، وَجَبَ قَسْمُ كلِّ طَلْقةٍ على حِدَتِها، ويَسْتوِى فى ذلك المدْخولُ بها وغيرُها فى قياسِ المذهبِ؛ لأنَّ الواوَ لا تَقْتضِى تَرْتيبًا. وإن قال: أوْقَعْتُ بينَكُنَّ [نِصْفَ طَلْقةٍ وثُلُثَ طلقةٍ وسُدْسَ طلْقةٍ. فكذلك؛ لأنَّ هذا يَقْتضِى وُقوعَ ثلاثٍ، على ما قَدّمْنا. وإن قال: أوْقَعْتُ بينَكُنَّ طلقةً فطلقةً فطلقةً، أو طلقةً ثم طلقةً ثم طلقةً، أو: أوقعتُ بينَكُنّ] (٢٠) طلقةً وأوْقَعْتُ بينَكُنَّ طلقةً وأوْقَعتُ بينكنَّ طلقةً. طَلُقْنَ ثلاثًا، إلَّا التى لم يَدْخُلْ بها، فإنَّها لا تَطْلُقُ إلَّا واحدةً؛ لأنَّها بانَتْ بالأُولَى، فلم يَلْحَقْها ما بعدَها.

فصل: فإن قال لنسَائِه: أنْتُنَّ طَوالِقُ ثلاثًا. أو: طَلَّقْتُكُنَّ ثلاثًا. طَلُقْنَ ثلاثًا ثلاثًا. نصَّ عليه أحمدُ؛ لأنَّ قولَه طلَّقْتكُنَّ. يَقْتضِى تطْليقَ كلِّ واحدةٍ مِنهنَّ، وتَعْمِيمَهُنّ به، ثم وَصَفَ ما عَمَّمَهُنَّ (٢١) به من الطَّلاقِ بأنَّه ثلاثٌ، فصار لكلِّ واحدةٍ ثلاثٌ، بخلافِ قوله: أوْقَعْتُ بينَكُنَّ ثلاثًا. فإنَّه يَقْتضِى قِسْمَةَ الثّلاثِ عليهنَّ (٢٢)، لكلِّ واحدةٍ منهنَّ جُزْءٌ منها، وجُزءُ الواحدةِ مِنَ الثَّلاثِ ثلاثةُ أرْباعِ تَطْليقةٍ.


(١٨) فى الأصل: "تطليقات".
(١٩) سقطت الواو من: م.
(٢٠) سقط من: الأصل. نقل نظر.
(٢١) فى أ، ب، م: "عمهن".
(٢٢) فى أ، م: "عليها".

<<  <  ج: ص:  >  >>