للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثُ جابِرٍ. ورَوَى بُرَيْدَةُ، عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنَّ رجلًا سَألَهُ عن وَقْتِ الصَّلَاةِ، فقال: "صَلِّ مَعَنا هَذَيْنِ اليَوْمَيْنِ" (١١). فَلمَّا زالتِ الشَّمْسُ أمَرَ بِلَالًا فأذَّنَ، ثم أمَرَهُ فأقام الظُّهْرَ، ثم أمرَهُ فأقام العَصْرَ والشَّمْسُ مُرتَفعةٌ بيضاءُ نَقيَّةٌ لم يُخَالِطْهَا صُفْرَةٌ، ثم أمَرَهُ فأقام المَغْرِبَ حين غابت الشَّمْسُ، ثم أمَرَهُ فأقام العِشَاءَ حين غاب الشَّفَقُ، ثم أمرَهُ فأقام الفَجْرَ حين طلع الفَجْرُ، فلما كان اليوم الثَّانِى أمرَه فأبْرَدَ في الظُّهْرِ، فأنْعَمَ أنْ يُبْرِدَ بها، وصلَّى العصرَ والشَّمْسُ بيضاءُ مرتفعةٌ، آخِرُها فوقَ الذي كان، وصَلَّى المَغْرِبَ حين غاب الشَّفَقُ، وصَلَّى العِشاءَ حين ذَهَبَ (١٢) ثُلُثُ اللَّيل، وصَلَّى الفَجْرَ فأسْفَرَ بها، ثم قال: "أيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ ". فقال الرجلُ: أنا يا رسولَ اللهِ. فقال: "وَقْتُ صَلَاتِكُمْ بَيْنَ مَا رَأَيْتُمْ". رواهُ مُسْلِم، وغيرُه (١٣). ورَوَى أَبو دَاوُد، عن أبي موسى نَحْوَهُ (١٤)، إلا أنَّه قال: بدأ فأقام الفجْرَ حين انْشَقَّ الفجرُ، فصلَّى حين كان الرَّجُلُ لا يَعْرِفُ وَجْهَ صاحِبِهِ، أو أنَّ الرجلَ لا يعرفُ مَن إلى جَنْبِهِ، فلما كان الغَدُ صَلَّى الفَجْرَ وانصرف، فقُلْنا: طَلَعَتِ الشَّمْسُ. وفِي الباب أحادِيثُ كثيرة.

فصل: ومعنى زوالِ الشمسِ مَيْلُها عن كَبِدِ السَّماءِ، ويُعْرَفُ ذلك بِطُولِ ظِلِّ الشَّخْصِ بعدَ تَنَاهِى قِصَرِهِ، فَمنْ أرادَ مَعْرِفَةَ ذلك فَلْيُقَدِّر ظِلَّ الشَّخْص (١٥)، ثم يَصْبِرْ قليلًا، ثم يُقَدِّرْه ثانيًا، فإن كان دُونَ الأوَّلِ فلم تَزُلْ، وإنْ زادَ ولم


(١١) في صحيح مسلم: "صل معنا هذين" يعني اليومين.
(١٢) في م: "غاب". وفى صحيح مسلم: "بعدما ذهب".
(١٣) أخرجه مسلم، في: باب أوقات الصلوات الخمس، من كتاب المساجد. صحيح مسلم ١/ ٤٢٨، ٤٢٩. والترمذي في: باب ما جاء في مواقيت الصلاة، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذى ١/ ٢٥٢. والنسائي، في: أول وقت المغرب، من كتاب المواقيت. المجتبى ١/ ٢٠٧. وابن ماجه، في: أبواب مواقيت الصلاة، من كتاب الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٢١٩. والإمام أحمد، في: المسند ٥/ ٣٤٩.
(١٤) في: باب في المواقيت، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود ١/ ٩٥.
وحديث أبى موسى عند مسلم أيضًا، في الموضع السابق. وعند النسائي، في الباب السابق. المجتبى ١/ ٢٠٩. وعند الإمام أحمد، في: المسند ٤/ ٤١٦.
(١٥) في م: "الشمس".

<<  <  ج: ص:  >  >>