كتاب المغني لابن قدامة - ت التركي

٢٣٩ - مسألة؛ قال: (وإن تطوع بأربع في النهار فلا بأس) - فصل - ج: 2 - ص: 540

كان إذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. مُتَّفَقٌ عليه (١٠). ولِمُسْلِمٍ: وبَعدَ الجُمُعَةِ سَجْدَتَيْنِ. ولم يَذْكُرْ رَكْعَتَيْنِ قبل الصُّبْحِ. ورَوَى التِّرْمِذِىُّ عن عائِشةَ، عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مثلَ ذلك (١١). وقال: هو حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وقوله: رَحِمَ اللهُ امْرَأً صَلَّى قبل العَصْرِ أرْبَعًا. تَرْغِيبٌ فيها، ولم يَجْعَلْها من السُّنَنِ الرَّوَاتِبِ، بِدَلِيلِ أن ابنَ عمرَ رَاوِيه ولم يَحْفَظْها عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وحَدِيثُ عائشةَ قد اخْتُلِفَ فيه، فرُوِىَ عنها مِثْلُ رِوَايَةِ ابْنِ عمرَ.

فصل: وآكَدُ هذه الرَّكَعَاتِ رَكْعَتَا الفَجْرِ، قالت عائشةُ، رَضِىَ اللهُ عنها: إن رسولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يكُنْ على شيءٍ من النَّوَافِلِ أشَدَّ مُعَاهَدَةً منه علَى [رَكْعَتَيْنِ قبلَ الصُّبْحِ] (١٢). مُتَّفَقٌ عليه (١٣). وفى لَفْظٍ: ما رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في شَىْءٍ من النَّوَافِلِ أَسْرَعَ مِنهُ إلى الرَّكْعَتَيْنِ قبل الفَجْرِ. أخْرَجَهُ مُسْلِمٌ. وقال: "رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ من الدُّنْيَا وما فِيهَا". وفى لَفْظٍ: "أحَبُّ إلَىَّ من الدُّنْيَا وما فِيها". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وعن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: "صَلُّوهُمَا ولَوْ طَرَدَتْكُمُ

---

(١٠) أخرجه البخاري، في: باب الركعات قبل الظهر، من كتاب التهجد. صحيح البخاري ٢/ ٧٤. ومسلم، في: باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٥٠٤. كما أخرجه أبو داود، في: باب تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، من كتاب التطوع. سنن أبى داود ١/ ٢٨٨. والنسائي، في: باب الصلاة بعد الظهر، من كتاب الإمامة. المجتبى ٢/ ٩٢. والترمذى، في: باب ما جاء أنه يصليهما بالبيت، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذى ٢/ ٢٢٤. والإمام مالك، في: باب العمل في جامع الصلاة، من كتاب السفر. الموطأ ١/ ١٦٦. والإمام أحمد، في: المسند ٢/ ٦، ٥١، ٦٣، ٧٣، ٧٤، ٩٩، ١٠٠، ١١٧، ١٤١.
(١١) في: باب ما جاء في الركعتين بعد العشاء، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذى ٢/ ٢٢٦.
(١٢) في م: "ركعتى الفجر". وهى رواية البخاري. وما في الأصل، رواية مسلم.
(١٣) أخرجه البخاري، في: باب تعاهد ركعتى الفجر ومن سماهما تطوعا، من كتاب التهجد. صحيح البخاري ٢/ ٧١، ٧٢. ومسلم، في: باب استحباب ركعتى سنة الفجر. . . إلخ، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٥٠١، ٥٠٢. كما أخرجه أبو داود، في: باب ركعتى الفجر، من كتاب التطوع. سنن أبي داود ١/ ٢٨٩. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ٤٣، ٥٤، ١٧٠.