للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَقَامِ، ثمَّ تَأْتِى زَمْزَمَ فتَشْرَبُ [من مَائِها] (١٤)، ثمَّ تَأْتِى المُلْتَزَمَ ما بين الحَجَرِ والبَابِ، فتَسْتَلِمُه، ثمَّ تَدْعُو، ثمَّ تَسْأَلُ (١٥) حَاجَتَكَ، [ثم تَسْتَلِمُ الحَجَرَ، وتَنْصَرِفُ] (١٦). وقال بعضُ أصْحَابِنا: ويقولُ فى دُعَائِه: اللَّهُمَّ هذا بَيْتُكَ، وأنا عَبْدُكَ، وابنُ عَبْدِكَ، حَمَلْتَنِى على ما سَخَّرْتَ لى من خَلْقِكَ، وسَيَّرْتَنِى فى بِلَادِكَ حتَّى بَلَّغْتَنِى بِنِعْمَتِكَ إلى بَيْتِكَ، وأعَنْتَنِى على أدَاءِ نُسُكِى، فإنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّى، فازْدَدْ عَنِّى رضًا، وإلَّا فمِنَ الآن قبلَ أن تَنْأَى عن بَيْتِكَ دَارِى، فهذا (١٧) أوَانُ انْصِرَافِى إن أَذِنْتَ لى، غيرَ مُسْتَبْدِلٍ بك ولا ببَيْتِكَ، ولا رَاغِبٍ عنك ولا عن بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ فَأَصْحِبْنِى العَافِيَةَ فى بَدَنِى، والصِّحَّةَ فى جِسْمى، والعِصْمَةَ فى دِينى، وأَحْسِنْ مُنْقَلَبِى، وارْزُقْنِى طَاعَتَكَ أبَدًا (١٨) ما أبْقَيْتَنِى، واجْمَعْ لى بين خَيْرَىِ (١٩) الدُّنْيَا والآخِرَةِ، إنَّكَ على كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ. وعن طَاوُسٍ قال: رأيتُ أعْرَابِيًّا أَتَى المُلْتَزَمَ، فتَعَلَّقَ بأَسْتارِ الكَعْبَةِ، فقال: بك أعُوذُ، وبِكَ أَلُوذُ، اللَّهُمَّ فاجْعَل لى فى اللَّهَفِ إلى جُودِكَ، والرِّضَا بِضَمَانِكَ، مَنْدُوحًا عن مَنْعِ البَاخِلِينَ، وغِنًى عَمَّا فى أَيْدى المُسْتَأْثِرِينَ، اللَّهُمَّ بِفَرَجِكَ القَرِيبِ، ومَعْرُوفِكَ القَدِيمِ، وعَادَتِكَ الحَسَنَةِ. ثمَّ أضَلَّنِى فى النّاسِ، فألْفَيْتُه (٢٠) بِعَرَفَاتٍ قَائِمًا (١٨)، وهو


= فعل ذلك، وله أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع؛ فإن هذا الالتزام لا فرق بين أن يكون حال الوداع أو غيره، والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين يدخلون مكة. إلى أن قال: ولو وقف عند الباب، ودعا هناك من غير التزام للبيت، لكان حسنا.
وقال ابن القيِّم، فى "زاد المعاد" ٥/ ٢٩٨: وأمَّا المسألة الثانية، وهى وقوفه فى الملتزم، فالذى روى عنه أنَّه فعله يوم الفتح. وذكر حديث عبد الرحمن بن صفوان، ثمَّ ذكر فعل ابن عمر، وقال: فهذا يحتمل أن يكون فى وقت الوداع، وأن يكون فى غيره، ولكن قال مجاهد والشافعى بعده وغيرهما: إنَّه يستحب أن يقف فى الملتزم بعد طواف الوداع، ويدعو. انتهى.
(١٤) فى الأصل، أ: "منها".
(١٥) فى الأصل: "تسله".
(١٦) سقط من: الأصل.
(١٧) فى الأصل: "هذا".
(١٨) سقط من: الأصل.
(١٩) فى الأصل، أ: "خير".
(٢٠) فى أ، ب، م: "فلفيته".

<<  <  ج: ص:  >  >>