للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّيْلِ. فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، لو نَفَلْتَنَا قِيَامَ هذه اللَّيْلَة؟ قال (٤): فقال: "إنَّ الرَّجُلَ إذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ". قال: فلما كانت الرَّابِعَةُ لم يَقُمْ، فلما كانت الثَّالِثَةُ جَمَعَ أهْلَهُ ونِسَاءَهُ والنَّاسَ، فقام بِنَا حتى خَشِينَا أن يَفُوتَنا الفَلَاحُ. قال: قلتُ: وما الفَلَاحُ؟ قال: السَّحُورُ. ثم لم يَقُمْ بِنَا بَقِيَّةَ الشَّهْر. رَوَاهُ أبو دَاوُدَ، والأثْرَمُ، وابْنُ مَاجَه (٥). وعن أبي هُرَيْرَةَ، قال: خَرَجَ رسولُ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فإذا النَّاسُ في رَمَضَانَ يُصَلُّونَ في ناحِيَةِ المَسْجِدِ. فقال: "مَا هؤُلَاءِ؟ " فقيل: هؤلاءِ نَاسٌ ليس معهم قُرْآنٌ، وأُبَىُّ بن كَعْبٍ يُصَلِّى بهم، وهم يُصَلُّونَ بِصَلَاتِه. فقال النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أصَابُوا، ونِعْمَ مَا صنَعْوا". رَوَاهُ أبو دَاوُدَ (٦). وقال: رَوَاهُ مُسْلِمُ بن خالدٍ، وهو ضَعِيفٌ. ونُسِبَت التَّرَاوِيحُ إلى عمرَ [ابن الخَطَّابِ، رَضِىَ اللهُ عنه] (٧)، لأنَّه جَمَعَ النّاسَ عَلى أُبَىّ بن كَعْبٍ، فكان يُصَلِّيها بهم، فرَوَى عبدُ الرحمنِ بن عبدٍ القَارِئُ، قال: خَرَجْتُ مع [عمرَ بن الخَطَّابِ] (٨) لَيْلَةً في رمضانَ، فإذا النَّاسُ أوْزَاعٌ (٩) مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّى الرَّجُلُ لِنَفْسِه، ويُصَلِّى الرَّجُلُ فيُصَلِّى بِصَلَاتِه الرَّهْطُ، فقال عمرُ: إني أرى لو جَمَعْتُ هؤلاءِ على قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ. ثم عَزَمَ فَجمَعَهُم على أُبَىِّ بنِ كَعْبٍ، قال: ثم خَرَجْتُ معه لَيْلَةً أُخْرَى والنّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ. فقال: نِعْمَتِ البِدْعَةُ هذه، والتى يَنَامُونَ عنها أفْضَلُ من التي يَقُومُونَ. يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وكان النّاسُ يَقُومُونَ


(٤) سقط من الأصل.
(٥) أخرجه أبو داود، في: باب في قيام شهر رمضان، من كتاب رمضان. سنن أبي داود ١/ ٣١٧. وابن ماجه، في: باب ما جاء في قيام شهر رمضان، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٤٢٠، ٤٢١.
(٦) في الباب السابق، والموضع السابق.
(٧) سقط من: الأصل.
(٨) سقط من: الأصل، أ.
(٩) أوزاع: جماعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>