للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-صلى اللَّه عليه وسلم- إذا سَافَرَ فَرْسَخًا قصَرَ الصَّلَاةَ (١٥). وقال أنَسٌ: كان رسولُ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلاثَة أمْيَالٍ، أو ثلاثةِ فَرَاسِخ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. شُعْبَةُ الشَّاكُّ. رَوَاه مُسْلِمٌ، وأبو دَاوُدَ (١٦) واحْتَجَّ أصْحَابُنَا بقولِ ابنِ عَبَّاسٍ وابن عمرَ، قال ابنُ عَبَّاسٍ: يا أهْلَ مَكَّةَ، لا تَقْصُرُوا في أدْنَى من أرْبعةِ بُرُدٍ مَن عُسْفَانَ إلى مَكَّةَ (١٧). قال الخَطَّابِىُّ (١٨): وهو أصَحُّ الرِّوَايَتَيْنِ عن ابنِ عمرَ. ولأنَّها مَسَافَةٌ تَجْمَعُ مَشَقَّةَ السَّفَرِ، من الحَلِّ والشَّدِّ، فجاز القَصْرُ فيها، كَمَسَافَةِ الثَّلاث، ولم يَجُزْ فيما دُونها؛ لأنَّه لم يَثْبتْ دَلِيلٌ يُوجِبُ القَصْرَ فيه. وقولُ أنَسٍ: إنَّ رسولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أمْيَالٍ، أو ثلاثةِ فَرَاسِخَ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. يَحْتَمِلُ أنَّه أرَادَ به إذا سَافَرَ سَفَرًا طَوِيلًا قَصَرَ إذا بَلَغَ ثلاثةَ أمْيَالٍ. كما قال في لَفْظِه الآخَرِ: إنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- صَلَّى [في المدينةِ] (١٩) أرْبَعًا، وبِذِى الحُلَيْفةِ (٢٠) رَكْعَتَيْنِ. قال المُصَنِّفُ: ولا أرَى لِمَا صَارَ إليه الأئِمَّةُ حُجَّةً، لأنَّ أقْوَالَ الصَّحَابَةِ مُتَعَارِضَةٌ مُخْتَلِفَةٌ، ولا


(١٥) أخرجه ابن أبي شيبة، في: باب في مسيرة كم يقصر الصلاة، من كتاب الصلاة. المصنف ٢/ ٤٤٢، ٤٤٣.
(١٦) سقط: "وأبو داود" من الأصل. وأخرجه مسلم، في: باب صلاة المسافرين وقصرها، من كتاب المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٤٨١. وأبو داود، في: باب متى تقصر الصلاة، من كتاب السفر. سنن أبى داود ١/ ٢٧٤. كما أخرجه الإِمام أحمد، في: المسند ٣/ ١٢٩.
(١٧) أخرجه الإِمام مالك، في: باب ما يجب فيه قصر الصلاة، من كتاب الصلاة. الموطأ ١/ ١٤٨. والدارقطني، في: باب قدر المسافة التي تقصر في مثلها وقدر المدة، من كتاب الصلاة. سنن الدارقطني ١/ ٣٨٧.
(١٨) في معالم السنن ١/ ٢٦٢.
(١٩) في م: "بالمدينة". وأخرجه البخاري، في: باب من بات بذى الحليفة حتى أصبح، وباب رفع الصوت بالإهلال، وباب التحميد والتسبيح. . . إلخ، وباب نحر البدن قائمة، من كتاب الحج، وفى: باب الخروج بعد الظهر، من كتاب الجهاد. صحيح البخاري ٢/ ١٧٠، ٢١٠، ٤/ ٥٩. ومسلم، في: باب صلاة المسافرين وقصرها، من كتاب المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٤٨٠. وأبو داود، في: باب في وقت الإِحرام، من كتاب المناسك. سنن أبي داود ١/ ٤١١. والنسائي، في: باب صلاة العصر في السفر، من كتاب الصلاة. المجتبى ١/ ١٩٢.
(٢٠) ذو الحليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة. معجم البلدان ٢/ ٣٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>