للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه، كسَائِرِ مَن لم يُغَسَّلْ، وحديثُ عُقْبَةَ مَخْصُوصٌ بِشُهَدَاءِ أُحُدٍ، فإنَّه صَلَّى عليهم في القُبُورِ بعد ثَمَانِى سِنِينَ، وهم لا يُصَلُّونَ على القَبْرِ أصْلًا، ونحنُ لا نُصَلِّى عليه بعدَ شَهْرٍ. وحَدِيثُ ابنِ عَبَّاسٍ يَرْوِيهِ الحسنُ بن عُمارَةَ، وهو ضَعِيفٌ، وقد أنْكَرَ عليه شُعْبَةُ رِوايَةَ هذا الحَدِيثِ. وقال: إن جَرِيرَ بن حازِمٍ يُكَلِّمُنِى في أن لا أتَكَلَّمَ في الحسنِ بن عُمارَةَ، وكيف لا أتَكَلَّمُ فيه وهو يَرْوِى (٦) هذا الحديثَ! ثم نَحْمِلُه على الدُّعاءِ. إذا ثَبَتَ هذا فيَحْتَمِلُ أنَّ تَرْكَ غُسْلِ الشَّهِيدِ لما تَضَمَّنَهُ الغُسْلُ من إزالَةِ أثَرِ العِبادَةِ المُسْتَحْسَنَة شَرْعًا، فإنَّه جاءَ عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنَّه قال: "والَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لا يُكْلَمُ (٧) أَحَدٌ في سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلهِ، إلَّا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ، واللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، والرِّيحُ ريِحُ مِسْكٍ". رَوَاهُ البُخَارِىُّ (٨). وقال النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَيْسَ شَىْءٌ أحَبَّ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ من قَطْرَتَيْنِ


= يصل عليهم"، وباب من يقدم في اللحد، وباب اللحد والشق في القبر، من كتاب الجنائز، وفى: باب من قتل من المسلمين يوم أحد. . . إلخ، من كتاب المغازى. صحيح البخاري ٢/ ١١٤، ١١٥، ١١٧، ٥/ ١٣١. كما أخرجه أبو داود بدون لفظ: "ولم يصل عليهم"، في: باب في الشهيد يغسل، من كتاب الجنائز. سنن أبي داود ٢/ ١٧٤. والترمذي، في: باب ما جاء في ترك الصلاة على الشهيد، من أبواب الجنائز. عارضة الأحوذى ٤/ ٢٥٣. والنسائي، في: باب ترك الصلاة عليهم، من كتاب الجنائز. المجتبى ٤/ ٥٠. وابن ماجه، في: باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم، من كتاب الجنائز. سنن ابن ماجه ١/ ٤٨٥. والإِمام أحمد نحوه، في: المسند ٣/ ٢٩٩.
(٦) في الأصل: "روى".
(٧) الكَلْم: الجرح.
(٨) في: باب ما يقع من النجاسات. . . إلخ، من كتاب الوضوء، وفى: باب من يجرح في سبيل اللَّه عز وجل، من كتاب الجهاد، وفى: باب المسك، من كتاب الذبائح. صحيح البخاري ١/ ٦٨، ٤/ ٢٢، ٧/ ١٢٥. كما أخرجه مسلم، في: باب فضل الجهاد والخروج في سبيل اللَّه، من كتاب الإِمارة. صحيح مسلم ٣/ ١٤٩٥ - ١٤٩٧. والترمذي، في: باب ما جاء في من يكلم في سبيل اللَّه، من أبواب فضائل الجهاد. عارضة الأحوذى ٧/ ١٥٧. والنسائي، في: باب مواراة الشهيد في دمه، من كتاب الجنائز، وفى: باب من كلم في سبيل اللَّه عز وجل، من كتاب الجهاد. المجتبى ٤/ ٦٥، ٥/ ٢٤، ٢٥. وابن ماجه، في: باب القتال في سبيل اللَّه سبحانه وتعالى، من كتاب الجهاد. سنن ابن ماجه ٢/ ٩٣٤. والدارمى، في: باب في فضل من جرح في سبيل اللَّه جرحا، من كتاب الجهاد. سنن الدارمي ٢/ ٢٠٥. والإِمام مالك، في: =

<<  <  ج: ص:  >  >>