للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سِيرِينَ، وأبِى العَالِيةِ. والرّواية الثانية، لا وُضُوءَ فِيهِ. رُوِى ذلك عن عَلِىّ، وعَمَّار، وابنِ مَسْعُود، وحُذَيْفةَ (٣)، وعِمْرَان بن حُصَين (٤)، وأبىِ الدَّرْدَاء (٥)، وبه قال رَبِيعَةُ، والثَّوْرِيُّ، وابنُ المُنْذِر، وأصحابُ الرَّأْىِ؛ لما رَوَى قَيْسُ بنُ طَلْقٍ، عن أبيه، قال: قَدِمْنا علَى نبىِّ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فجاءَ رَجُلٌ كأنه بَدَويٌّ، فقال: يا رسولَ اللَّه ما تَرَى في مَسِّ الرَّجُلِ ذَكَرَه بعد ما يتَوَضَّأ؟ فقال: "وَهَلْ هُوَ إِلَّا بَضْعَةٌ مِنْكَ، أو مُضْغَةٌ مِنْكَ! ". رَواه أبُو دَاوُد، والنَّسَائِيُّ، والتِّرْمِذِيُّ، وابنُ مَاجَه (٦)، ولأنه عُضْوٌ منه، فكان كسائِرِه، ووَجْهُ الرِّواية الأُولَى ما رَوَتْ بُسْرةُ بنت صَفْوان، أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (٧). وعن جابرٍ مثلُ ذلك، وعن أُمِّ حَبِيبَةَ، وأبِى أيُّوب قالا: سَمِعْنا رَسُولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "مَنْ مَسَّ فَرْجَه فَلْيَتَوَضَّأْ". وفي الباب عن أبيِ هُرَيْرة، رَوَاهُنَّ ابنُ مَاجَه (٨). وقال أحمد: حَدِيث بُسْرةَ وحَدِيثُ أُمِّ


(٣) أبو عبد اللَّه حذيفة بن اليمان (حسل) بن جابر العبسي الصحابي، من أعيان المهاجرين، وكان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أسر إليه أسماء المنافقين، فسمى صاحب السر، توفى بعد عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه. سير أعلام النبلاء ٢/ ٣٦١ - ٣٦٩.
(٤) أبو نجيد عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي الصحابي، وكان ممن اعتزل الفتنة، ولم يحارب مع على رضى اللَّه عنه، توفى سنة اثنتين وخمسين. سير أعلام النبلاء ٢/ ٥٠٨ - ٥١٢.
(٥) أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي، حكيم الأمة، وسيد القراء بدمشق، توفى سنة اثنتين وثلاثين. سير أعلام النبلاء ٢/ ٣٣٥ - ٣٥٣.
(٦) أخرجه أبو داود، في: باب الرخصة في مس الذكر، من كتاب الطهارة. سنن أبي داود ١/ ٤١. والنسائي، في: باب ترك الوضوء من مس الذكر، من كتاب الطهارة. المجتبى ١/ ٨٤. والترمذي، في: باب ترك الوضوء من مس الذكر، من أبواب الطهارة. عارضة الأحوذى ١/ ١١٦. وابن ماجه، في: باب الرخصة في مس الذكر، من كتاب الطهارة. سنن ابن ماجه ١/ ١٦٣. كما أخرجه الإمام أحمد، في: المسند ٤/ ٢٢، ٢٣.
(٧) أخرجه أبو داود، في: باب الوضوء من مس الذكر، من كتاب الطهارة. سنن أبي داود ١/ ٤١. والترمذي، في: باب الوضوء من س الذكر، من أبواب الطهارة. عارضة الأحوذى ١/ ١١٤. والنسائي، في: باب الوضوء من مس الذكر، من كتاب الطهارة، وفى الباب نفسه من كتاب الغسل، المجتبى ١/ ٨٤، ١٧٧. وابن ماجه، في: باب الوضوء من مس الذكر، من كتاب الطهارة. سنن ابن ماجه ١/ ١٦١. والدارمي، في: باب الوضوء من مس الذكر، من كتاب الطهارة. سنن الدارمي ١/ ١٨٤. والإمام مالك، في: باب الوضوء من مس الفرج، من كتاب الطهارة. الموطأ ١/ ٤٢. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ٤٠٦، ٤٠٧.
(٨) في: باب الوضوء من مس الذكر، من كتاب الطهارة. سنن ابن ماجه ١/ ١٦٢. قال الترمذي: وفي الباب عن أم حبيبة وأبى أيوب وأبي هريرة وأروى بنت أنيس وعائشة وجابر وزيد بن خالد وعبد اللَّه بن عمرو. عارضة الأحوذى ١/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>