للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلَّا أنَّه قال بعدَ أن (١٣) يَحْلِفَ: ما سَلَّمْتُ الشُّفْعَةَ إلَّا لمكانِ الثَّمَنِ الكَثِيرِ. وقال ابنُ أبي لَيْلَى: لا شُفْعَةَ له؛ لأنَّه سَلَّمَ وَرَضِىَ. ولَنا، أنَّه تَرَكَها لِلعُذْرِ، فإنَّه لا يَرْضاهُ بالثَّمنِ الكَثِيرِ، ويَرْضاهُ بالقَلِيلِ، وقد لا يكونُ معه الكَثِيرُ، فلم تَسْقُطْ بذلك، كما لو تَرَكَها لِعَدَمِ العِلْمِ. وكذلك إن أظْهَرَ أنَّ المَبِيعَ سِهَامٌ قَلِيلَةٌ، فبانَتْ كثِيرَةً (١٤)، أو أظْهَرَ أنَّهما تَبَايَعَا بِدَنَانِيرَ، فبانَ أنَّهما دَرَاهِمُ، أو بِدَرَاهِمَ فبانَتْ (١٥) دَنَانِيرَ. وبهذا قال الشَّافِعِىُّ، وزُفَر. وقال أبو حنيفةَ، وصاحِبَاه: إن كانت قِيمَتُهُما سواءً، سَقَطَتِ الشُّفْعَةُ؛ لأنَّهما كالجِنْسِ الواحدِ. ولَنا، أنَّهما جِنْسانِ، فأَشْبَها الثِّيابَ والحَيَوانَ، ولأنَّه قد يَمْلِكُ بالنَّقْدِ الذي وَقَعَ به البَيْعُ دُونَ ما أظْهَرَه (١٦)، فَيَتْرُكُه لِعَدَمِ مِلْكِه له. وكذلك إن أظْهَرَ أنَّه اشْتَرَاه بِنَقْدٍ، فبانَ أنَّه اشْتَراهُ بِعَرْضٍ (١٧)، أو بِعَرْضٍ فبان أنَّه بِنَقْدٍ، أو بِنَوْعٍ من العَرْضِ فبانَ أنَّه بغيرِه، أو اشْتَراه مُشْتَرٍ فبانَ أنَّه اشْتَراه لغيرِه، أو أظْهَر أنَّه اشْتَراه لغيرِه فبانَ أنَّه اشْتَراه له، أو أنَّه اشْتَراهُ لإِنْسَانٍ فبانَ أنَّه اشْتَراهُ لغيرِه؛ لأنَّه قد يَرْضَى (١٨) شَرِكَةَ (١٩) إنْسانٍ دُونَ غيرِه، وقد يُحَابِى إنْسانًا أو يَخَافُه، فيَتْرُكُ لذلك. وكذلك إن أظْهَرَ أنَّه اشْتَرَى الكلَّ بثَمَنٍ فبانَ أنَّه اشْتَرَى نِصْفَه بِنِصْفِه، أو أنَّه اشْتَرَى نِصْفَه بثَمَنٍ فبانَ أنَّه اشْتَرَى جَمِيعَه بِضِعْفِه، أو أنَّه اشْتَرَى الشِّقْصَ وحدَه فبانَ أنَّه اشْتَراهُ هو أو غيرُه، أو أنَّه اشْتَراهُ هو وغيرُه فبانَ أنَّه اشْتَرَاهُ وحدَه، لم تَسْقُط الشُّفْعَةُ. في جَمِيعِ ذلك؛ لأنَّه قد يكونُ له غَرَضٌ فيما أَبْطَنَه دُونَ ما أظْهَرَه، فيَتْرُكُ لذلك، فلم تَسْقُطْ شُفْعَتُه، كما لو أظْهَرَ أنَّه اشْتَراهُ بثَمَنٍ فبانَ أَقَلَّ منه. فأمَّا إنْ أظْهَرَ أنَّه اشْتَراهُ بثَمَنٍ فبانَ أنَّه اشْتَراهُ بأكْثَرَ، أو أنَّه اشْتَرَى الكلَّ بثَمَنٍ فبانَ أنَّه اشْتَرَى به (٢٠) بعضَه، سَقَطَتْ


(١٣) في ب: "ما".
(١٤) في الأصل: "غيره".
(١٥) في ب زيادة: "أنها".
(١٦) في الأصل: "أظهر له". وفى ب: "أظهراه"
(١٧) في ب، م: "بعوض".
(١٨) في ب: "رضى".
(١٩) في الأصل: "بشركة".
(٢٠) سقط من: الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>