للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى سائرِ العُقُودِ، وإن كانت غائبةً أَسْماها ونَسَبَها، فقال: امْرأتِى فلانةُ بنتُ فلانٍ (٢٢). ويَرْفَعُ فى نَسَبِها حتى تَنْتَفِىَ (٢٣) المشاركةُ بينها وبينَ غيرها. فإذا شَهِدَ أربعَ مراتٍ، وقَفَه الحاكمُ، وقال له: اتَّقِ اللَّه، فإنَّها المُوجبةُ، وعذابُ (٢٤) الدُّنْيا أهْوَنُ من عذابِ الآخرةِ، كلُّ شىءٍ أهْوَنُ من لَعْنةِ اللَّه. ويأمرُ رَجُلًا فيَضَعُ يَدَه على فِيهِ، حتى لا يُبادِرَ بالخامسةِ قبل المَوْعِظَةِ، ثم يأمرُ الرجلَ، فيُرْسِلُ يدَه عن فِيهِ، فإن رآه يَمْضِى فى ذلك، قال له: قُلْ: وأنَّ لَعْنَةَ اللَّه علىَّ إن كنتُ من الكاذِبينَ فيما رَمَيْتُ به زَوْجَتِى هذه من الزِّنَى. ثم يأْمرُ المرأةَ بالقيامِ، ويقولُ لها: قُولِى: أشْهَدُ باللَّه أنَّ زَوْجِى هذا لمن الكاذِبينَ فيما رَمانِى به من الزِّنَى. وتُشِيرُ إليه، وإن كان غائبًا أسْمَتْه ونَسَبَتْه، فإذا كَرَّرَتْ ذلك أربعَ مراتٍ، وقَفَها، ووَعَظَها كما ذكرنا فى حَقِّ الزَّوْجِ، ويأْمرُ امرأةً فتَضَعُ يَدَها على فِيها، فإن رآها تَمْضِى على ذلك، قال لها: قُولِى: وأنَّ غَضَبَ اللَّه علىَّ إن كان زَوْجِى هذا من الصادِقينَ فيما رَمانِى به من الزِّنَى. قال إسحاقُ بن منصورٍ: قلتُ لأحمدَ: كيف يُلاعنُ؟ قال: على ما فى كتابِ اللَّه تعالى، يقولُ أرْبَعَ مراتٍ: أشهدُ باللَّهِ أنِّى فيما رَمَيْتُها به لمن الصادِقينَ. ثم يُوقَفُ عندَ الخامسةِ، فيقولُ: لَعْنَةُ اللَّه عليه إن كان من الكاذِبينَ. والمرأةُ مثلُ ذلك، تُوقَفُ عند الخامسةِ، فيقال لها اتَّقِ اللَّهَ، فإنَّها المُوجِبةُ، تُوجِبُ عليك العَذابَ. فإن حَلَفَتْ، قالت: غَضِبَ اللَّه عليها إن كان من الصادِقينَ. وعددُ هذه الألفاظِ الخمسةِ شَرْطٌ فى اللعانِ، فإنْ أَخلَّ بواحدةٍ منها، لم يَصِحَّ، على ما ذكرناه فيما مَضَى، وإن أبْدَلَ لفظًا منها، فظاهرُ كلامِ الخِرَقِىِّ أنَّه يجوزُ أن يُبدِلَ قولَه: إنِّى لمن الصادِقينَ. بقوله: لقد زَنَتْ. لأنَّ معناهُما واحدٌ، ويجوزُ لها إبْدالُ: إنَّه لمن الكاذبينَ. بقَوْلِها: لقد كَذَبَ. لأنَّه ذكَر صِفةَ اللِّعانِ كذلك. واتِّباعُ لَفْظِ النّصِّ أوْلَى وأحسنُ. وإن أبْدَلَ لَفْظَ (٢٥): "أشْهَدُ" بلفظٍ من ألْفاظِ اليَمِينِ، فقال: أحْلِفُ


(٢٢) فى أزيادة: "ابن فلان".
(٢٣) فى م: "ينفى".
(٢٤) سقطت الواو من: م.
(٢٥) فى ب، م: "لفظة".

<<  <  ج: ص:  >  >>