للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفْقودِ، حتى يأتِىَ مَوْتُه أو طَلاقُه (٤٧). ولأنَّه (٤٨) شَكٌّ فى زَوَالِ الزَّوْجِيَّةِ، فلم تَثْبُتْ به الفُرْقةُ، كما لو كان ظاهِرُ غَيْبَتِه السَّلامةَ. ولَنا، ما رَوَى الأَثْرَمُ. والجُوزَجانىُّ، بإسْنادِهِما عن عُبَيدِ بن عُمَيْرٍ، قال: فُقِدَ رَجُلٌ فى عَهْدِ عمرَ، فجاءت امرأتُه إلى عمرَ، فذَكَرَتْ ذلك له، فقال: انْطَلِقِى، فتَرَبَّصِى أَرْبَعَ سِنِينَ. ففَعَلَتْ، ثم أتَتْه، فقال: انْطَلِقِى، فاعْتَدِّى أَرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا. ففَعَلَتْ، ثم أَتَتْه، فقال: أَيْنَ وَلِىُّ هذا الرجلِ؟ [فجاءَ وَلِيُّهُ] (٤٩)، فقال: طَلِّقْها. فَفَعَلَ، فقال لها عمرُ: انْطَلِقِى، فتزَوَّجِى مَنْ شِئْتِ. فتزَوَّجَتْ، ثم جاء زَوْجُها الأوّلُ، فقال له (٥٠) عمرُ: أينَ كنتَ؟ قال: يا أميرَ المؤمنين، اسْتَهْوَتْنِى الشَّياطينُ، فواللهِ ما أدْرِى فى أيِّ أرضِ اللهِ (٥١)، كنتُ عند قومٍ يَسْتَعْبِدُوننِى، حتى اغْتَزاهُم منهم قومٌ مُسْلِمون، فكنتُ فى ما غَنِمُوه، فقالوا لى (٥٢): أَنْتَ رَجُلٌ من الإِنْسِ، وهؤلاء من (٥٣) الجِنِّ، فمالَكَ وما لَهم؟ فأخْبَرْتُهُم خَبَرِى، فقالوا: بِأيِّ (٥٤) أَرْضِ اللَّه تُحِبُّ أن تُصْبِحَ؟ قلتُ: المَدِينةُ هى أرْضِى. فأصْبَحْتُ وأنا أنظرُ إلى الحَرَّةِ. فخيَّره عمرُ؛ إن شاء امْرأتَه، وإن شاء الصَّداقَ، فاختارَ الصَّداقَ، وقال: قد حَبِلَتْ، لا حاجةَ لى فيها (٥٥). قال أحمدُ: يُرْوَى عن عمرَ،


(٤٧) أخرجه البيهقى، فى: باب من قال بتخيير المفقود. . .، من كتاب العدد. السنن الكبرى ٧/ ٤٤٦. وعبد الرزاق، فى: باب التى لا تعلم مهلك زوجها، من كتاب الطلاق. المصنف ٧/ ٩٠. وسعيد بن منصور، فى: باب الحكم فى امرأة المفقود، من كتاب الطلاق. السنن ١/ ٤٠٢.
(٤٨) سقطت الواو من: م.
(٤٩) سقط من: م.
(٥٠) سقط من: م.
(٥١) فى م زيادة: "كنت".
(٥٢) سقط من: ب.
(٥٣) سقط من: الأصل.
(٥٤) فى أ، ب: "بأيت".
(٥٥) أخرجه البيهقى، فى الباب السابق. السنن الكبرى ٧/ ٤٤٥، ٤٤٦. وعبد الرزاق، فى الباب السابق. المصنف ٧/ ٨٦ - ٨٨. وسعيد، فى الباب السابق. السنن ١/ ٤٠١، ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>