للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان مُخْتلِفًا، وهو من جِنْسٍ واحدٍ، تَقاصَّا منه بقَدْرِ أقَلِّهِما، ووَجَبَتِ الفَضْلَةُ (٤١) لصاحِبِها، وإن كان من أجْناسٍ، ثَبَتَ التَّراجُعُ، على ما ذكَرْنا. وإن كان قد دَخَلَ بإحْدَى الكِبارِ، حَرُمَتِ الصَّغيرةُ أيضًا، وانْفَسَخَ نِكاحُها، ووَجَبَ لها نِصْفُ صَداقِها، تَرْجِعُ به عليهنَّ أثْلاثًا، وللَّتى (٤٢) دَخَلَ بها المَهْر كاملًا، وفى الرُّجُوعِ به ما أسْلَفْناه من الخِلافِ. وإن حَلَبْنَ في إناءٍ، فسَقَتْه إحْداهُنَّ الصغيرةَ (٤٣) خَمْسَ مَرَّاتٍ، كان صَدَاقَ ضَرّاتِها يَرْجِعُ به عليها، إن كان قبلَ الدُّخولِ بهِنَّ؛ لأنَّها أفْسَدَتْ نِكاحَهُنَّ، ويَسْقُطُ مَهْرُها إن لم يكُنْ دَخَلَ بها، وإن كان دَخَلَ بها، فلها مَهْرُها، ولا تَرْجِعُ به على أحدٍ. وإن كانتْ كلُّ واحدةٍ من الكِبارِ أرْضَعَتِ الصَّغيرةَ خَمْسَ رَضعاتٍ، حَرُمَ الثَّلاثُ، فإن كان لم يَدْخُلْ بهنَّ، فلا مَهْرَ لَهُنَّ عليه، وإن كان دَخَلَ بهنَّ، فعليه لكلِّ واحدةٍ مَهْرُها، لا يَرْجِعُ به على أحدٍ، وتَحْرُمُ الصَّغِيرةُ، ويَرْجِعُ بما لَزِمَه من صَداقِها على المُرْضِعةِ الأُولَى؛ لأنَّها التي حَرَّمَتْها عليه، وفَسَخَتْ نِكاحَها. ولو أرْضَعَ الثَّلاثُ الصَّغيرةَ بلَبَنِ الزَّوجِ، فأرْضَعَتْها كلُّ واحدةٍ رَضْعَتَيْنِ، صارتْ بِنْتًا لزَوْجِهَا، في الصحيحِ، ويَنْفَسِخُ نِكاحُها، وَيرْجِعُ بنِصْفِ صَداقِها عليهنَّ، على المُرْضِعَتَيْنِ (٤٤) الأُولَيَيْنِ منه أرْبَعةُ أخْماسِه، وعلى الثالثةِ خُمْسُهُ؛ لأنَّ رَضْعَتَها الأُولَى حَصَلَ بها التَّحْريمُ، لِكَمالِ الخَمْسِ بها، والثانيةُ لا أثَرَ لها في التَّحْريمِ، فلم يَجِبْ عليها بها شيءٌ، ولا يَنْفَسِخُ نِكاحُ الأكابِرِ، لأنَّهُنَّ لم يَصِرْنَ أُمَّهاتٍ لها. ولو كان لِامْرَأتِه الكبيرةِ خَمْسُ بَناتٍ، لَهُنَّ لَبَنٌ، فأرْضَعْنَ امرأتَه الصَّغيرةَ رَضاعًا تصيرُ به إحْداهُنَّ أُمًّا لها، لَحَرُمَتْ أمُّها، وانْفَسَخَ نِكاحُها، وهلٍ يَنْفَسِخُ نِكاحُ الصَّغيرةِ؟ على رِوَايتَيْنِ. وإن أرْضَعَتْ كلُّ واحدةٍ منهنَّ الصَّغيرةَ رَضْعةً، فالصَّحيحُ أنَّ الكبيرةَ لا تَحْرُمُ بهذا؛


(٤١) في م زيادة: "به".
(٤٢) في ب: "التي". وفي م: "للتى".
(٤٣) في أ: "للصغيرة".
(٤٤) في ب: "المرضعين".

<<  <  ج: ص:  >  >>