للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن يُخَامِرَ، عن مُعاذٍ بن جَبَلٍ، قال: "وَهُمْ بالشَّامِ". روَاه البخارِىُّ، في "صحيحه" (١٩). وفي خبرٍ عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ بِدِمَشْقَ ظَاهِرِينَ". أخْرَجه البُخارىُّ، في "التاريخ" (٢٠). وقد رُويَت في الشَّامِ أخبارٌ كثيرةٌ؛ منها حديثُ عبد اللَّه بن حَوالَةَ الأَزْدِيِّ، أنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "سَتُجَنَّدُونَ أجْنادًا؛ جُنْدًا بالشَّامِ، وجُنْدًا بالْعِرَاقِ، وجُنْدًا بالْيَمَنِ" فقلتُ: خِرْ لي يا رسولَ اللَّه. قال: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإنَّهَا خِيرَةُ اللهِ مِنْ أرْضِهِ، يَجْتَبِى إلَيْها خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فمَنْ أبَى، فَلْيَلْحَقْ باليَمَنِ، ويُسْقَ (٢١) مِنْ غُدُرِهِ، فَإنَّ اللهَ تَكَفَّلَ لِى بالشَّامِ وَأهْلهِ". روَاه أبو داوُدَ بمَعْناه (٢٢)، وكان أبو إدْرِيسَ (٢٣) إذا روَى هذا الحديثَ (٢٤) قال: ومَنْ تكفَّلَ اللَّه به، فلا ضَيْعَةَ عليه. ورُوِىَ عن الأَوْزاعِىِّ، قال: أَتَيْتُ المدينةَ؛ فسألْتُ: مَنْ بِها مِنَ العُلماء؟ فقيل: محمدُ بن المُنْكَدِرِ، ومحمدُ بن كَعْب القُرَظِيُّ، ومحمدُ بن عليِّ بن عبد اللَّه بن العباسِ، ومحمدُ بن على بن الحُسينِ بن عليِّ بن أبي طالبٍ رَضِىَ اللَّه عنهم (٢٥). فقلتُ: واللَّه لأَبْدَأَنَّ بهذا قبلَهم. فدخلتُ إليه، فأخذَ بِيَدِى، وقال: مِنْ أىِّ إخْوانِنا أنتَ؟ قلتُ: من أهلِ الشام. قال: مِن أيِّهم؟ قلتُ: من أهل دِمَشْقَ. قال: حَدَّثَنِى أبي، عن جَدِّى، عن رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنَّه قال: "يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلَاثُ مَعَاقِلَ؛ فمَعْقِلُهمْ فِي المَلْحَمَة الْكُبْرى الَّتى تَكونُ بِعُمْقِ أنْطاكِيَةَ (٢٦) دِمَشْقُ، ومَعْقِلُهُمْ


(١٩) في: باب حدثني محمد بن المثنى. . ., من كتاب المناقب، وفي: باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يزال. . ."، من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة. صحيح البخاري ٤/ ٢٥٢، ٩/ ١٢٥.
كما أخرجه مسلم، في: باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تزال طائفة. . ."، من كتاب الإِمارة. صحيح مسلم ٣/ ١٥٢٣. والترمذي، في: باب ما جاء في الشام، من كتاب الفتن. عارضة الأحوذي ٩/ ٤٥. والإِمام أحمد، في: المسند ٤/ ١٠١، ٥/ ٢٧٩.
(٢٠) أخرجه البخاري، في: باب حسان. التاريخ الكبير ٢/ ١/ ٣٥.
(٢١) في م: "ويشق" وهو أمر بالسقيا من الأحواض.
(٢٢) في: باب في سكنى الشام، من كتاب الجهاد. سنن أبي داود ٢/ ٤. والإِمام أحمد، في: المسند ٤/ ١١٠.
(٢٣) لعله: عائذ اللَّه بن عبد اللَّه بن عمرو الخولاني، تابعى، كان عالم الشام بعد أبي الدرداء، توفى سنة ثمانين. تهذيب التهذيب ٥/ ٨٥ - ٨٧.
(٢٤) في م: "الخبر".
(٢٥) في م: "عنه".
(٢٦) في النسخ: "أناطاكية". وأنطاكية من مدن الشام. انظر: معجم البلدان ١/ ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>