للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنُ حُجْرٍ، قال: "صلَّيْتُ مع رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فكانَ يُسَلِّمُ عن يَمِينِهِ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وَبرَكَاتُهُ". وعَنْ شِمَالِهِ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ". رَوَاه أبو داوُد (٢٢)، فإنْ قَالَ ذلكَ فحسنٌ، والأَوَّلُ أحسنُ؛ لِأنَّ رُوَاتَهُ أكثَرُ، وطُرُقَهُ أصَحُّ. فإنْ قال: السلامُ عليْكُمْ. ولم يَزِدْ. فَظَاهِرُ كلامِ أحمدَ أنَّهُ يُجْزِئُهُ. [قال القاضي: و] (٢٣) نصَّ عليهِ أحمدُ في صلاةِ الجِنَازَةِ. وهو مذْهَبُ الشافعىِّ؛ لأنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ" (٢٤). والتَّسْليمُ (٢٥) يَحْصُلُ بهذا القَوْلِ. وقد رُوِىَ عن سعدٍ، قال: كُنْتُ أَرَى رسولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُسَلِّمُ عن يَمِينِهِ وشِمَالِهِ، حتَّى أرَى بَيْاضَ خَدِّهِ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ". رَوَاهُ أبو داوُد (٢٦)، ورَوَى عبدُ اللهِ بْنُ زيدٍ نحوَه عن رسولِ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعن عَلِيٍّ، رضِىَ اللهُ عنه، أَنَّهُ كانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وعَنْ يَسَارِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. رَوَاهُمَا سعيدٌ (٢٧). ولِأَنَّ ذكْرَ الرَّحْمَةِ تَكْرِيرٌ للثَّنَاءِ، فلم يَجِبْ. كقولِه: "وَبَرَكَاتُهُ وقالَ ابْنُ عَقِيلٍ: الأصَحُّ أنَّه لا يُجْزِئُهُ؛ لأنَّ الصحِيحَ عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه كانَ يقولُ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ" (٢٨) ولأنَّه سَلَامٌ في الصلاةِ وَرَدَ مَقْرُونًا بِالرَّحْمَةِ، فلم يَجُزْ بِدُونِها،


(٢٢) في: باب في السلام، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود ١/ ٢٢٩.
(٢٣) سقط من: م.
(٢٤) تقدم في صفحة ١٢٧.
(٢٥) في م: "والتحليل".
(٢٦) لم نجده من رواية سعد في سنن أبي داود، وقد روى الدارمي، عن سعد بن أبي وقاص: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده، ثم يسلم عن يساره حتى يرى بياض خده. انظر: باب التسليم في الصلاة، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي ١/ ٣١٠. ومثله عند ابن ماجه عن سعد. انظر: باب التسليم، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٢٩٦. وروى ابن ماجه، في الباب نفسه، عن عمار بن ياسر، نحو ما أورده الموفق من حديث سعد، الذي ذكر أن أبا داود أخرجه.
(٢٧) أي سعيد بن منصور، في سننه. ولم ينشر بعد ما يتعلق بالصلاة منه.
(٢٨) في م زيادة: "وبركاته". انظر أول المسألة.

<<  <  ج: ص:  >  >>