للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا سُهَيْلٌ أَوَّلَ اللَّيلِ طَلَعْ

فابنُ اللَّبُونِ الْحِقُّ والْحِقُّ جَذَعْ (٩)

فَسُمِّيَتِ الأوْقاتُ نُجُومًا. والأصْلُ فى الكِتابةِ؛ الكِتَابُ، والسُّنَّةُ، والإِجْماعُ. أمُّا الكِتابُ، فقولُ اللَّه تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} (١٠). وأمَّا السُّنَّةُ، فرَوَى (١١) سعيدٌ (١٢)، عن سُفْيانَ، عنِ الزُّهْرِىِّ، عن نَبْهانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمةَ، عن أُمِّ سَلَمةَ، أَنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "إِذَا كَانَ لإِحْدَاكُنَّ مُكَاتَبٌ، فَمَلَكَ مَا يُؤَدِّى، فَلْتَحْتَجبْ مِنْهُ" (١٣). ورَوَى سَهْلُ بن حُنَيْفٍ، أَنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "مَنْ أعَانَ غَارِمًا، أوَ غَازِيًا، أو مُكاتَبًا فى كِتَابَتِهِ، أظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ" (١٤). فى أحاديثَ كثيرة سِوَاهما، وأجْمَعَتِ (١٥) الأُمَّةُ على مَشْرُوعِيّةِ الكِتابَةِ.

فصل: إذا سألَ العبدُ سَيِّدَه مُكاتَبَتَه، اسْتُحِبَّ له إجابَتُه، إذا عَلِمَ فيه خَيْرًا، ولم يَجِبْ ذلك. فى ظاهِرِ المذهبِ. وهو قولُ عامَّةِ أهلِ العِلْمِ، منهم؛ الحسنُ، والشَّعْبِىُّ، ومالكٌ، والثَّوْرِىُّ، والشافعىُّ، وأصْحابُ الرَّأْىِ. وعن أحمدَ، أنَّها واجِبَةٌ، إذا دَعَا العبدُ المُكْتَسِبُ (١٦) الصَّدُوقُ سَيِّدَه إليها، فعليه إجابَتُه. وهو قولُ عَطاءٍ، والضَّحاكِ، وعمرِو ابن دِينارٍ، وداودَ. وقال إسحاقُ: أخْشَى أن يَأْثَمَ إِنْ لم يَفْعَلْ، ولا يُجْبَرُ عليه. ووَجْهُ ذلك قولُ اللَّه تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}. وظاهِرُ الأمْرِ الوُجُوبُ. ورُوِىَ أَنَّ سِيرِينَ أبا محمدِ بن سِيرِينَ، كان عبدًا لأنَسِ بن مالكٍ، فسأَلَه أَنْ يُكاتِبَه، فأَبَى، فأخْبَرَ


(٩) الحق من أولاد الإِبل: الذى بلغ أن يركب ويحمل عليه ويَضْرِب الناقة. والبعير يجذع لاستكماله أربعة أعوام ودخوله فى السنة الخامسة، وهو قبل ذلك حق.
(١٠) سورة النور ٣٣.
(١١) فى ب، م: "فما روى".
(١٢) تقدم تخريجه، فى: ٩/ ١٢٥.
(١٣) سقط من: الأصل.
(١٤) أخرجه الإِمام أحمد، فى: المسند ٣/ ٤٨٧. والبيهقى، فى: باب فضل من أعيان مكاتبا فى رقبته، من كتاب المكاتب. السنن الكبرى ١٠/ ٣٢٠.
(١٥) فى الأصل: "واجتمعت".
(١٦) فى الأصل: "المكتتب".

<<  <  ج: ص:  >  >>