كتاب المغني لابن قدامة - ت التركي

باب صفة الصلاة - ١٨٧ - مسألة؛ قال: (ويقرأ في الصبح بطوال المفصل، وفى الظهر في الركعة الأولى: بنحو الثلاثين آية، وفى الثانية بأيسر من ذلك، وفى العصر على النصف من ذلك، وفى المغرب، بسور آخر المفصل، وفى العشاء الآخرة {والشمس وضحاها} وما أشبهها). - ج: 2 - ص: 274

مِن أصحابِ رسولِ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالُوا: تَعَالَوْا حتى نَقِيسَ قراءَةَ رسولِ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما لم يَجْهَرْ فيهِ مِن الصلاةِ، فما أخْتَلَفَ مِنهم رَجُلَانِ، فقَاسُوا قِرَاءَتَهُ في الرَّكعةِ الأُولَى مِن الظهرِ بقَدْرِ ثلاثِينَ آية، وفى الرَّكْعةِ الأُخْرَى قَدْرَ النِّصْفِ من ذلكَ، وقَاسُوا ذلكَ في (١٥) العَصْرِ على قَدْرِ النِّصْفِ مِن الركعتينِ الأُخْرَيَيْنِ مِن الظهرِ. هذا لفظُ روايةِ (١٦) ابنِ ماجَه. ولفظ أبى دَاوُد: حَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِن الظُّهْرِ قَدْرَ ثلاثِينَ آية، قَدْرَ {الم (١) تَنْزِيلُ} السَّجدةِ، وحَزَرْنَا قِيَامَهُ في الأُخْرَيَيْنِ على النِّصْفِ مِنْ ذلكَ، وحَزَرْنَا قيَامَهُ في الأُولَيَيْنِ مِن العصرِ على قَدْرِ الأُخْرَيَيْنِ مِن الظهْرِ، وحَزَرْنَا قيامَهُ في الأُخْرَيَيْنِ مِن العصرِ على النِّصْفِ [مِن ذلكَ. ولَفْظُ مُسْلِمٍ كذلكَ] (١٧)، ولم يقُلْ قَدْرَ {الم (١) تَنْزِيلُ}، وقالَ: وفى الْأُخْريَيْنِ مِن العصرِ على قَدْرِ ذلك. وعن جابرِ بنِ سَمُرَةَ، قال: كانَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقْرَأُ في الظهرِ باللَّيْلِ إذا يَغْشَى، وفى العصر نحوَ ذلكَ، وفى الصُّبْحِ أطوَلَ مِنْ ذلكَ. وفى حديثٍ: كانَ يَقْرَأُ في الظهْرِ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وفى الصُّبْحِ أطوَلَ مِنْ ذلكَ. أخْرَجَهُمَا مُسْلِمٌ (١٨). ورَوَى أبو داوُد عن جابرِ بن سَمُرَةَ، قال: كانَ رسولُ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقْرَأُ في الظُّهرِ والعَصْرِ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}، {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} وشَبَهِهِمَا. فأمَّا المغرِبُ والعِشَاءُ، فَرَوَى (١٩) ابْنُ ماجَه (٢٠)،

---

(١٥) في الأصل زيادة: "صلاة".
(١٦) سقط من: م.
(١٧) مكانه في الأصل: "رواه أبو داود، ورواه مسلم قريبا من رواية أبي داود".
(١٨) في: باب القراءة في الصبح، من كتاب الصلاة. صحيح مسلم ١/ ٣٣٧، ٣٣٨. كما أخرج الأول أبو داود، في: باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود ١/ ١٨٥، ١٨٦. والترمذي، في: باب ما جاء في القراءة في الظهر والعصر، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذى ٢/ ١٠٢، ١٠٣. والإِمام أحمد، في: المسند ٥/ ٨٦، ٨٨، ١٠١، ١٠٣، ١٠٦، ١٠٨.
(١٩) من هنا إلى قوله: "متفق عليه" سقط من: الأصل. وجاء مكانه: "أخرجه ابن ماجه".
(٢٠) في: باب القراءة في صلاة المغرب، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٢٧٢. كما أخرجه النسائي، في: باب القراءة في الركعتين بعد المغرب، من كتاب افتتاح الصلاة. المجتبى ٢/ ١٣٢.