للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفاتحَةِ الكتابِ وسورةٍ، وفى الأُخْرَيَيْنِ بفاتحةِ الكتابِ. ورُوِىَ ذلكَ عن ابنِ مسعودٍ، وأبى الدَّرْدَاءِ، وجابرٍ، وأبى هُرَيْرةَ، وعائشة [وبه قال مالك، وأصْحابُ الرَّأْىِ، وهو أحد قَوْلَىِ الشَّافِعىّ، وقال في الآخَرِ: يقرَأُ بسورةٍ مع الفاتحةِ في الأُخْريَيْن] (٣)؛ لِما رَوَى الصُّنَابِحِىُّ (٤)، قال: صَلَّيْتُ خلفَ أبى بكرٍ الصِّدِّيقِ المغربَ، فدَنَوْتُ منهُ حتى إنَّ ثِيَابِى تكادُ تَمَسُّ ثيابَهُ، فقرأ في الرَّكْعةِ الأخِيرَةِ بِأُمِّ الكِتَابِ، وهذه الآيَةِ {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا} (٥). ولَنا: حديثُ أبى قَتادةَ (٦)، أنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كانَ يقْرأُ في الظُّهْرِ في الرَّكْعتَيْنِ الأُولَيَيْنِ بأُمِّ الكتابِ وسُورتَيْنِ، وفى الرَّكْعتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ بِأمِّ الكتابِ، ويُسْمِعُنَا الآيَةَ أحْيَانًا (٧). وكتبَ عمرُ إلى شُرَيْح: أنِ اقْرَأْ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الكِتَابِ وسورةً، وفى الأُخْرَيَيْنِ بِأُمِّ الكِتَابِ (٨). وما فَعَلَهُ الصِّدِّيقُ رَحِمَهُ اللهُ إنَّمَا قَصَدَ بِهِ الدُّعاءَ، لا القراءَةَ. [ولو قَصَد به القراءةَ لَكان الاقْتداءُ بالنَّبِىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَوْلَى، مع أن قَوْلَ عمرَ وغيرِه من الصَّحابةِ بخلافِه] (٩).


(٣) في م: "رواه إسماعيل بن سعيد الشالنجى عنهم بإسناده، إلا حديث جابر، فرواه أحمد، وهو قول مالك وأبى حنيفة، واختلف قول الشافعي، فمرة قال كذلك، ومرة قال: يقرأ بسورة مع الفاتحة في كل ركعة، وروى ذلك عن ابن عمر".
وحديث جابر، نقول: هو جابر بن سمرة. انظر: الفتح الربانى ٣/ ٢٠٩، ٢١٠.
(٤) أبو عبد اللَّه عبد الرحمن بن عُسَيْلة بن عسل الصُّنَابِحِىّ، رحل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فوجده قد مات قبله بخمس ليال أو ست، وكان ثقة، قليل الحديث، توفي ما بين السبعين والثمانين. تهذيب التهذيب ٦/ ٢٢٩، ٢٣٠.
(٥) سورة آل عمران ٨.
(٦) تقدم تخريجه في صفحة ١٥٠.
(٧) سقط من: م.
(٨) في الأصل: "القرآن".
(٩) في م: "ليكون موافقا لفعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وبقية أصحابه، ولو قدر أنه قصد بذلك القراءة فليس بموجب ترك حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وفعله، ثم قد ذكرنا مذهب عمر وغيره من الصحابة بخلاف هذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>